إنعاش الدولة الأمنية بتكثيف الملاحقة والاعتقال للمتظاهرين وقتلهم ومحاصرتهم واستدعاء البلاطجة يعيد مشاهد الثورة الاولى في مصر

عناصر امنية ومن الجيش المصري تحاصر مسجدا بساحة رمسيس لجأ إليه انصار مرسي

كثف الأمن والجيش المصريين من عمليات اعتقال للأشخاص من أنصار الرئيس المصري المعزول، وذلك على خلفية التظاهرات العارمة التي شهدتها مختلف المدن المصرية وخاصة بالقاهرة والإسكندرية استجابة لدعوات حركة الإخوان المسلمين  للتظاهر ضد قيام الجيش والامن المصريين بفك اعتصام رابعة العدوية بعنف لافت أدى إلى سقوط مئات القتلى وآلاف الجرحى، وعودة العمل بحالة الطوارئ.

وإمعانا في إنعاش معالم الدولة البوليسية الجديدة التي أصبحت عليها  مصر مع تطورات المواجة بين انصار مرسي و الجيش المصري  والحكومة المؤقتة والداخلية المصرية، هدد حازم الببلاوي الوزير الأول في الحكومة المؤقتة بحل جماعة الإخوان المسلمين. وتنعش هذه الإجراءات ملامح الدولة الأمنية  في مصر قبل الثورة، وتحي ملامح النظام السياسي السابق. وتعيد هذه الاحداث مشاهد الحراك الاول للربيع العربي.

انعاش روح دولة مصر البوليسية قبل الثورة.

بادرت الداخلية والجيش المصريين إلى تكثيف عمليات الاعتقال ضد المتظاهرين من انصار  الرئيس المعزول محمد مرسي الذين خرجوا إلى الشوارع امس الجمعة تلبية لنداء جمعة الغضب احتجاجا على الاقتحام العسكري و الأمني العنيف لساحة رابعة العدوية والنهضة حيث كان يعتصم  أنصار مرسي وجماعة الإخوان المسلمين وخلفت أكثر من 600 قتيل حسب الداخلية المصرية والآلاف حسب الإسلاميين.

 وفي هذا السياق قالت الداخلية المصرية إنه جرى اعتقال أكثر من1004 شخصا من الاسلاميين، على خلفية احتجاجات امس الجمعة، وبررت الداخلية المصرية هذا الاعتقال تحت طائلة الإرهاب. وقبل ذلك في إحراء امني آخر كان الجيش المصري قد فرض حالة الطورائ وحضر التجوال التي كانت تعيش تحته مصر قبل الثورة وعلى مدى 30سنة.

وتتمسك  المؤسسة العسكرية الحاكمة والحكومة المؤقتة وداخليتها بمبرر الإرهاب لتكثيف الملاحقة وفرض حضر التجوال ومنع التظاهرات وفك الاعتصامات المعارضة، وهو المبرر الذي كان يستعمله نظام مبارك قبل سقوطه والنظم الديكتاتورية العربية التي سقطت خلال الموجة الاولى من الربيع العربي كما في تونس وليبيا وغيرهما.

وقبيل تنفيذ  عملية فك اعتصام انصار مرسي جرى تعيين مسؤولين عن المحافظات المصرية كلهم ينتسبون إلى مؤسسات امنية او عسكرية ومنهم من كان من كبار موظفي الامن في النظام المصر ي السابق على عهد مبارك.

حل الاخوان المسلمين خطة امنية قيد الدرس لاقصاء الخصوم كليا وإعادتهم “للعمل  تحت الارض” بذريعة الإرهاب

 في خطوة وصفت بكونها سعي للاجهاز الكلي تمثيليا على الأقل على جماعة الإخوان المسلمين المصرية،  قال الناطق الرسمي باسم الحكومة المصرية إن رئيس الوزراء حازم الببلاوي طرح مقترح حل جماعة الاخوان المسلمين، وإنه يجري دراسة المقترح.

   ووجه شريف شوقي المستشار الإعلامي لرئيس مجلس الوزراء  لجماعة الإخوان المسلمين في بيان متلفز تهم الإرهاب والاعتداء على المواطنين  والممتلكات العامة والخاصة. وشدد ذات المسؤول في الحكومة المصرية  المؤقتة على استحالة عودة الإخوان إلى السلطة قائلا:” إن رغبة الاخوان في العودة الي السلطة  هو حلم مستحيل التحقيق”.

مشاهد أشبه ببداية الثورة

وتعيد الأحداث التي تعيشها مصر المتثملة أساسا في  اتساع  الاحتجاجات في الشوراع و وتعدد الاعتصامات في الساحات  ومواجهتها بالمطاردة الامنية والعسكرية  العنيفة وسقوط قتلى وضحايا ومحاصرة  المساجد والمعتصمين بها ، وانخراط البلاطجة في  اعتراض سبيل المتظارهرين  والاعتداء عليهم بالضرب والسحل، وسقوط القتلىن وحجم نزيف الدم  مشاهد الثورة الأولى التي عاشتها مصر ضمن الربيع العربي.

وفي إجراءات شبيهة بإجراءات السلطة التي اتخذته عند اندلاع الحرك المصري المطالب بإسقاط النظام،  تسعى المؤسسة العسكرية الحالية بقيادة عبد الفتاح السيسي والداخلية في الحكومة المؤقتة إلى استدراج المتظاهرين إلى العنف،  وتوظيف تهم الإرهاب لتبرير التدخل  الامني العنيف المفضي إلى القتل.  ويتساءل مراقبون هل ستقود نفس المقدمات إلى ذات النتائج.فيما يرى اخرون ان هذه النسخة  الثانية من الحراك  والصدامات هي جولة اخرى من جولات معركة الربيع العربي الطويلة.

مقالات ذات صلة

Sign In

Reset Your Password