الملف الليبي يتسبب في توتر بين مصر التي تدافع عن تدخل عسكري والجزائر المعارضة له ووسط الترقب المغربي

جرية مقتل الأقباط على يد داعش الليبية التي قد تؤدي الى التدخل العسكري

التطورات المقلقة التي تشهدها ليبيا تعيد الى الواجهة التوتر الدبلوماسي بين الجزائر ومصر بشأن الطريقة الأمثل لحل النزاع، فبينما تصر الأولى على الحل السياسي دون تدخل دولي، تدافع مصر عن التدخل العسكري الدولي وتدعو له وتجد تأييدا من طرف بعض الدول الأوروبية مثل إيطاليا.

ويوجد خلال بين مصر والجزائر حول ليبيا منذ اندلاع الأزمة الليبية التي من عناوينها انهيار مؤسسات الدولة تدريجيا، واشتد النزاع خلال الصيف الماضي بعدما نسقت القاهرة مع دول خليجية ثمل الإمارات العربية لضرب المتطرفين. واعتبرت الجزائر ذلك بمثابة تفجير برميل بارود  سيدخل شمال إفريقيا في وضع خطير.

وتأتي الجريمة البشعة التي ارتكبتها داعش في حق 21 مصريا قبطيا يوم الأحد 15 فبراير الجاري لتدفع القاهرة الى تبني التدخل العسكري بل وقامت بقصف مناطق يفترض أنها تحت سيطرة المتطرفين. وطالب الرئيس عبد الفتاح السيسي من الأمم المتحدة العمل على التدخل العسكري للقضاء على حركة داعش.

وفي الطرف الآخر، ترفض الجزائر العمل العسكري وأكد الناطق باسم الخارجية عبد العزيز بنعلي الشريف  هذا الرفض في تصريحات نقلتها جريدة الشروق الجزائر، واستعمل تعبير “التدخل العسكري مثل صب الزيت على النار”.

 وتطالب الجزائر بمنح المفاوضات السياسية في ليبيا فرصة للوصول الى الحل تحت ذريعة عدم سيطرة داعش على أي منطقة بقدر ما توجد هناك منظمات إسلامية مسلحة مستعدة للإنخراط في العمل السياسي. وتبرر الجزائر موقفها بأن المتطرفين في ليبيا ليس لهم القوة التي يمتلكونها في العراق وسوريا علاوة على سيطرة دول المنطقة على الحدود الليبية بما فيها منطقة الساحل.

ووسط هذه التطورات، تميل بعض الدول الأوروبية ومنها إيطاليا الى الحل العسكري وإن كانت تنادي بالحل السياسي علانية. ومنها إيطاليا التي تتحدث صحفها عن احتمال تدخل محدود، ثم فرنسا التي تبقى مترددة للغاية.

وإذا كان المغرب قد ندد بالعمل الإرهابي بمقتل 21 قبطيا، وأكدت وزارة الخارجية في بيان لها على حق مصر في الدفاع عن أراضيها وحماية مواطنيها، فهو يتبنى استراتيجية الصمت الدبلوماسي بشأن التدخل العسكري من عدمه. فقد عمدت الجزائر الى إبعاده من المشاركة في أي مفاوضات مباشرة حول ليبيا، وفي الوقت ذاته، يجعله البعد الجغرافي غير معني مباشرة بالانخراط في التدخل العسكري المباشر.

ويضاف الى كل هذا، عدم وضوح الرؤية الدولية بشأن الوضع الليبي يجعل المغرب يراهن أكثر على الصمت في الوقت الراهن دون الميل الواضح الى أي طرف.

مقالات ذات صلة

Sign In

Reset Your Password