لم تسفر محاولات محدودة بين المغرب وفنزويلا عن عودة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين على شاكلة عودتها بين المغرب وإيران، ويساهم الوضع السياسي والاجتماعي المتوتر في فنزويلا في تأخر البلدين في الأخذ باهتمام كبير هذا الملف.
وفي أعقاب قرار المغرب وإيران استئناف علاقاتهما الدبلوماسية خلال فبراير الماضي بعد قطيعة امتدت أربع سنوات، حيث كانت الرباط هي التي قررت قطع العلاقات، ارتفع الحديث عن سيناريو مشابه مع دولة فنزويلا.
وتؤكد مصادر مقربة من وزارة الخارجية في الرباط للجريدة الرقمية ألف بوست بعض الوساطات التي جرت بين البلدين خلال الشهور الأخيرة، ومنها دور بعض اليهود المغاربة المقيمين في فنزويلا. ويحتضن هذا البلد أكبر جالية يهودية مغربية في أمريكا اللاتينية.
ويبدو عدم تحقيق هذه الاتصالات لنتائج تذكر في الوقت الراهن لسبب رئيسي وهو الوضع السياسي والاجتماعي المتوتر في فنزويلا والذي قد يدخل البلاد في دوامة عنف أصعب من الوقت الراهن، وكذلك تراجع الأجندة الخارجية لدى حكومة الرئيس نيكولاس مادورو. ويبدو أن المغرب يفضل التريث والانتظار.
وكان المغرب قد قطع علاقاته مع فنزويلا سنة 2009 متهمة إياها بالتحدث باسم البوليساريو في أمريكا اللاتينية والتنسيق مع الجزائر لتعزيز تواجد هذه الحركة في المنطقة المذكورة. وعمليا، يعتبر الرئيس الفنزويلي الراحل هوغو تشافيس المحرك الذي أعاد حضور البوليساريو الى أمريكا اللاتينية بعدما كانهخذا الحضور قد خفت بسبب ما حققه كل من ويزر الخارجية الأسبق محمد بن عيسى ثم الوزير الأول عبد الرحمان اليوسفي وأخيرا زيارة الملك للمنطقة سنة 2004.
وقد يساهم استئناف العلاقات بين البلدين في تراجع نسبي للدعم الفنزويلي لجبهة البوليساريو، بحكم أن هذا البلد رفقة كوبا هو الأكثر تأييدا لهذه الحركة.
وتستمر السفارة الفنزويلية مفتوحة في الرباط، ويتولى تسييرها القائم بالأعمال أحمد أبو السعيد وهو فنزويلي من أصل سوري، ويحاول المساهمة في استئناف العلاقات. وسمح المغرب بتنظيم معرض للصور حول هوغو تشابيس الشهر الماضي في باب الرواح في قلب الرباط، وهو مؤشر على تقارب دبلوماسي.