تبدأ اليوم في مدينة نيوبورت بالقرب من كارديف عاصمة بلد الغال (ويلز) في بريطانيا أشغال قمة للحلف الأطلسي تعتبر حاسمة بسبب التوتر الخطير مع روسيا والذي بدأ يتخذ أبعادا مقلقة من خلال العقوبات والعقوبات المضادة علاوة على شبح تقسيم أوكرانيا. وتحاول دول جنوب أوروبا ومنها اسبانيا جعل الحلف الأطلسي يركز على الضفة الجنوبية للبحر المتوسط ومنها الملف الليبي. وتلتقي مصلحة المغرب واسبانيا في تركيز الحلف على الملف الليبي.
في هذا الصدد، الاجتماعات التي تبدأ اليوم وغدا ستركز كثيرا على الملف الأوكراني لأنه التحدي الأكبر الذي يواجه الغرب في الوقت الحالي. ويوجد تخوف حقيقي من انفلات الأوضاع في أوكرانيا، ويوجد تخوف من تدخل روسي محتمل وتدريجي في باقي الجمهوريات التي كانت تنتمي الى الاتحاد السوفياتي أو تنتمي الى المعسكر الشرقي “حلف وارسو”.
وكانت روسيا قد ضمت منطقة القرم الأوكرانية منذ قرابة ثلاثة أشهر، ويهدد أنصارها بضم مساحات أكبر من شرق أوكرانيا، الأمر الذي جعل دولا صغيرة مثل إيستونيا ولتوانيا بل وأخرى مثل بولونيا تتخوف من التطورات المقبلة.
وترغب دول جنوب أوروبا في جعل الحلف الأطلسي يهتم بما يجري في الضفة الجنوبية للبحر الأبيض المتوسط وأساسا الملف الليبي. ونقلت جريدة آ بي سي الإسبانية عن مصادر دبلوماسية في مدريد عزم رئيس الحكومة ماريانو راخوي التركيز على هذا الملف لاسيما وان مدريد طرحت احتضان قمة حول ليبيا يوم 16 سبتمبر الجاري.
وقبل قمة الحلف الأطلسي التي تبدأ اليوم، عقد وزراء الدفاع لدول فرنسا وإيطاليا واسبانيا والبرتغال اجتماعا في مدينة فنيسيا الإيطالية لتوحيد الرؤية والمواقف في اجتماع الحلف الأطلسي الذي ستحتضنه مدينة كارديف في بلاد الغال يومي الخميس والجمعة من الأسبوع الجاري.
وحضر اللقاء الذي جرى السبت الماضي كل من وزير الدفاع الفرنسي إيف لودريال والإسباني بيدور مورنيس والبرتغالي خوسي أغيلار برانكو والإيطالي روبرتا بينوتي. وتؤكد وسائل الاعلام الإيطالية وفي الدول الثلاثة الأخرى أن الهدف هو محاولة التوصل الى توحيد المواقف بحكم أن هذه الدول تعاني من تهديدات مشتركة ويجب أن تتبى رؤية استراتيجية أمنية موحدة وخاصة في أكبر منظمة عسكرية في العالم وهي الحلف الأطلسي.
ويحمل الحلف الأطلسي ذكرى سلبية عن تدخله في ليبيا بعدما أدى انهيار نظام القذافي الى فوضى تهدد مجموع البحر الأبيض المتوسط بسبب انتشار الأسلحة وارتفاع نسبة المتطرفين وظواهر أخرى مقلقة مثل الهجرة السرية.
ورغم هذا، ترغب دول جنوب أوروبا وهي البرتغال وإيطاليا وإسبانيا علاوة على دولة فرنسا أن ينتهي اليوم الأول من اجتماع الحلف الأطلسي يوم الخميس المقبل والمخصص للعراق وليبيا وسوريا بنتائج تعزز الأمن في البحر الأبيض المتوسط وتبعد شبح الإرهاب.
وتلتقي رغبة المغرب مع رغبة دول جنوب أوروبا لاسيما وأن شبح الإرهاب القادم من ليبيا دفع الدولة المغربية الى نشر صواريخ وبطاريات مضادة للطيران في مختلف مناطق البلاد التي تضم منشآت استراتيجية.
ويعتبر المغرب الملف الليبي هو المصدر الذي يهدد أمنه القومي في الوقت الراهن أكثر بكثير من الإرهاب في منطقة الساحل.
وستكون وجهة نظر المغرب حاضرة على مستوى التنسيق مع اسبانيا العضو في الحلف الأطلسي، كما أن المغرب يعتبر حليف خارج الحلف الأطلسي لهذه المنظمة Major non-NATO allyمنذ سنة 2004، وبالتالي عادة ما تتوصل قيادة الحلف بآراء ومطالب هؤلاء الحلفاء غير الأعضاء. وعلاوة على المغرب توجد دول أخرى مثل مصر والأرجنتين والبحرين وأستراليا.