قال المفكر عبد الله حمودي، إن المغرب يعيش اليوم هامشا مهما من الحرية لكنها حرية “لا تؤدي إلى القرار”، فالناس، حسب تعبيره “أحرار لكن حريتهم لا تؤثر في حياتهم”. ومن هنا طالب بأن تكون الحرية مرتبطة بالوصول إلى القرار وتوثر في تغيير السياسات حتى ترجع عائداتها على من يمارسها.
وأوضح الحمودي في حوار مصور عبر الفيديو أجراه مع فؤاد عبد المومني، وسيبث لاحقا على موقع “لكم. كوم”، أن الملكية العصرية المغربية لم تكن دائما سلطوية، مشيرا إلى أن بنية النظام السلطوي التي سبق أن وصفها في محاضرة سابقة له بأنها “مهزوزة” تأسست في عقد الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي.
وأضاف الحمودي، وهو أستاذ للأنتربولوجيا في جامعة برنستون الأمريكية، أن الملكية في المغرب لم تكن سلطوية في عهد محمد الخامس، مشيرا إلى أن النظام السلطوي عبارة عن منظومة سلطوية بنيت على سنوات.
وأشار الحمودي إلى أن الملكية لا يمكن أن تصمد إلا إذا تخلصت من النظام السلطوي الذي نظم داخلها ومن حولها منذ ستينيات وسبعينيات القرن الماضي.
وأكد الحمودي أن السلطوية اليوم في تراجع لعدة أسباب، من بينها أن منظومتها لم تعد لها نفس الهالة التي كانت لها في أوجها. وذلك لأن المجتمع تغير والشرائح المجتمعية الجديدة التي خرجت من رحم هذا المجتمع لم تعد مرتاحة للمعادلة السياسية التي ورثتها عن سلفها.
وأضاف صاحب أطروحة “الشيخ والمريد”، أن السلطوية هي نظام ينهك الأحزاب والنقابات ويدمجها في منظومة مبنية على التعاقد السري الذي لا يظهر على الساحة العامة. إلا أنه لاحظ أن هذه الأحزاب والنقابات أصيبت هي نفسها بالهشاشة.
وقال الحمودي إن المغرب اليوم أمام مرحلة تبلور جديد لفضاء سياسي جديد لا يتماشى مع السلطوية التي تبدو متأخرة أمام الحالة الجديدة التي تولد من داخل رحم المجتمع.