تحتضن وزارة الخارجية المغربية اليوم وحتى الأحد المقبل في الرباط تجمعا لسفراء المغرب في العالم لتدارس القضايا الدبلوماسية التي تهم مستقبل المغرب. وتحاول دبلوماسية المغرب التأقلم مع التطورات الجارية في عالم متغير باستمرار بمحاولة إرساء “فكر دبلوماسي استراتيجي” يسمح للمغرب بالحفاظ على العلاقات مع الشركاء الاستراتيجيين والتي تراجعت باستثناء مع الخليج العربي.
ويعتبر هذا التجمع الأول من نوعه الذي تعقده الدبلوماسية المغربية منذ تأسيسها بعد الاستقلال، وهذا الاجتماع هو تقليد عند الدول لا سيما الكبرى منها حيث يجتمع السفراء مع رؤساء الحكومات والدول لبحث المسار الدبلوماسي للبلاد ومعرفة أعمق للأجندة الدبلوماسية. وسيستغرق اللقاء ثلاثة أيام لدراسة الملفات الكبرى التي تهم الخارجية المغربية.
وتميز هذا الاجتماع الأول برسالة للملك محمد السادس وجهها الى السفراء ركز فيها على التطورات جيوسياسية التي يشهدها العالم بظهور قوى جديدة وشركات عابرة للقارات ذات تأثير وتنوع مراكز صنع القرار.
وسطر الملك ضمن الاستراتيجية التي يجب أن تعمل من أجلها الدبلوماسية المغربية “التعبئة المستمرة من أجل الدفاع عن وحدة المغرب الترابية شمالا وجنوبا، والاستثمار الأمثل للتطورات الايجابية التي شهدتها قضية الصحراء المغربية، خاصة بعد أخذ بلادنا لزمام المبادرة، وتعاطيها بشكل أكثر فعالية مع هذه القضية المصيرية، بفضل مبادرتنا المقدامة لمنح حكم ذاتي لأقاليمنا الجنوبية، وهي المبادرة التي حظيت بدعم دولي متواصل ومتنام”
وفي نقطة أخرى في الأجندة “التعريف بالنموذج المغربي، ليس مجرد شعار فحسب، وإنما هو هدف استراتيجي سيمكن بلوغه من تحقيق كل فرص التعاون الممكنة في جميع الميادين”.
ويفقتد المغرب لتقاليد الدراسات الدبلوماسية الناتجة عما يسمى “الفكر الاستراتيجي الدبلوماسي” وهو ما جعل الدبلوماسية المغربية تعاني في الثلاث سنوات الأخيرة من برودة في العلاقات مع الولايات المتحدة خاصة في مجال الصحراء ومنها مبادرة واشنطن بمحاولة تكليف قوات المينورسو مراقبة حقوق الإنسان. في الوقت نفسه، تراجع جودة العلاقات مع الاتحاد الأوروبي رغم توقيع اتفاقية الشراكة المتقدمة. وعجز المغرب تطوير علاقات مع القوى الناشئة وخاصة مجموعة بريكس.
وحافظ المغرب على الشراكة المتميزة مع الأنظمة الملكية في الخليج العربي والتي تطورت أكثر بفضل الربيع العربي حيث حصل تضامن بين الطرفين من أجل تفادي هزات الربيع العربي.