الهاتف النقال وشبكات التواصل الاجتماعي مثل الفايسبوك بدأت تحد من الفساد الإداري في المغرب

منير أكزناي يعتبر منعطفا في مسلسل توظيف التكنولوجيا في محاربة الفساد/الصورة جزء من غلاف هسبريس

بدأ تقدم تكنولوجيا وسائل الاتصال والاعلام يلقي بتأثيراته على المغرب، ومن هذه المجالات فضح الجرأة في فضح الفساد. وتقدم المغرب 11 درجة خلال التقرير الأخير لترانسبرنسي أنترناشنال حول الفساد في العالم، حيث تلعب كاميرا الهاتف النقال واليوتوب والفايسبوك دورا هاما في فضح الفساد وإن كان على مستويات محدودة من التعاطي اليومي دون الصفقات الكبرى التي تجري وراء الأبواب المغلقة.

واحتل المغرب المرتبة 80 في التصنيف العالمي، وإن كان دون نقطة المعدل التي تعني الشفافية المرتبطة بالمحاسبة والمسؤولية، فهو أحسن من تصنيف تقرير السنة الماضية الذي احتل فيه المركز 91.

وتساهم عوامل متعددة في تقدم المغرب على طريق الشفافية، ومن ضمن هذه العوامل، إقدام السلطات على فتح بعض ملفات الفساد وإن كان بشكل انتقائي ومحتشم وليس وفق معايير واضحة تطبق في التحقيق في المشتبه فيهم بسرقة المال العام.

ويبقى أحد العوامل الرئيسية في تقدم المغرب في التصنيف العالمي  الدور الكبير والذي تلعبه وسائل الاتصال والاعلام المرتبطة بشبكات التواصل الاجتماعي، وتحضر هنا بقوة كاميرا الهاتف النقال التي تحولت الى السلاح الذي يخافه الموظفون المرتشون والذين يخرقون حقوق الإنسان مث اليوتوب لنشر الأشرطة.

ويعتبر المنعطف الهام بل والتاريخي في موضوع تظيف تكنولوجيا التواصل في محاربة الفساد حالة قناص تاركيست، منير أكزناي، عندما وضع أولى أشرطته منذ سنوات في شبكة يوتوب حول فساد رجال الدرك في الريف، ليقف المغاربة وقتها مندهشين حول سهولة توظيف التكنولوجيا في محاربة الفساد. ويعتبر قناص تاركيست محوريا في أي دراسة يمكن إجراؤها في المغرب حول تأثير التكنولوجيا في مكافحة الفساد لأنه نقل الأخبار عن الفساد من مجال التجريد الى مجال الواقع.

وكانت التسجيل الذي قام به قناص تاركيست مغامرة حقيقية بمقاييس صيف2007 حيث صور في ترجيست أفراد الدرك وهم يبتزون السائقين، ووضع الأشرطة في يوتوب. واكتشف وقتها المغاربة يوتوب، وأصبحت الأشرطة حديث الرأي العام المغربي صيف 2007، لكن الأساسي وهو أن الناس اكتشفت قوة الكاميرا للدفاع عن حقوقها والتنديد بالفساد في مواجهة المرتشين.

وساعد انخفاض الأسعار وتطور كاميرا الهاتف في رهان الكثير من المواطنين وخاصة الشباب على تصوير حالات فساد في مختلف مرافق الحياة العمومية من بلدية ومستشفيات وأفراد شرطة المرورومحاكم.

ونشرت الجرائد الرقمية الوطنية والمحلية حالات فساد كثيرة في المغرب، فكل أسبوعين أو ثلاث يتحدث المغاربة عن حالة فساد كانت وراءها كاميرا هاتف نقال وتم نشرها في يوتوب.

دور التكنولوجيا خلال الثلاث سنوات الأخيرة، بدأ يساهم في لجم الكثير من الفاسدين ويقلل من الفساد علانية بفضل جرأة وذكاء بعض المواطنين في تسجيل حالات، حيث أصبح الموظفون المرتشون حذرين في طلب الرشوة.

وإن كانت كاميرا الهاتف النقال وموقع التواصل الفايسبوك أو يوتوب هاما، فالتكنولوجيا لم تصل في حالة المغرب الى رصد عمليات الفساد الضخمة الدائرة وراء الأبواب المغلقة لأنها تحتاج الى قراصنة الإنترنت متخصصين في الحصول على البيانات ويكونون من ذلك النوع الإيجابي علاوة على صحافة البحث والتقصي.

مقالات ذات صلة

Sign In

Reset Your Password