على الرغم من عدم تعرض المغرب لأي عمل إرهابي، فقد تراجعت السياحة في هذا البلد بشكل ملفت خلال السنة الجارية جراء انعكاسات التوتر في المحيط الاقليمي المتواجد فيه وتعرض دول رئيسية يأتي منها السياح الى أعمال إرهابية كما هو حالة فرنسا.
وكشفت التجارب أنه عندما تتعرض دولة عربية سياحية مثل تونس أو مصر لعمل إرهابي يكون المغرب من الدول الرئيسية المستفيدة من تحويل السياح وجهتهم وخاصة السياحة الذين يقصدون شمس وطبيعة جنوب الحبر الأبيض المتوسط.
وخلال السنة الجارية، تعرضت مصر وتونس لعمليات إرهابية مثل مقتل سياح غربيين في تونس خلال يونيو الماضي وإسقاط جماعات متطرفة قريبة من تنظيم داعش الطائرة الروسية نهاية الشهر الماضي في صحراء سيناء وكان على متنها أكثر من مائتي من السياح، لكن السياحة في المغرب لم تسجل ارتفاعا بل تراجعا ملفتا يؤثر بشكل واضح على القطاع.
والقاعدة المعمول بها في تغيير السياح وجهتهم من أماكن التوتر الى أماكن الاستقرار لم تعد ذات تأثير في السوق السياحية الدولية لأسباب متعددة مرتبطة بالسياق أو الأجواء الدولية.
من أبرز ما يؤثر على المغرب هو تعرض فرنسا وخلال السنة الجارية لعمليتين إرهابيتين، خلال يناير الماضي ويوم 13 نوفمبر الجاري. وهاجس الخوف بدأ يسيطر على نسبة هامة من الفرنسيين الذين يقومون بتجميد رحلاتهم المبرمجة أو الذين كانوا يخططون.
وعليه، أصبح المصدر الرئيسي للسياح نحو المغرب، فرنسا، هو نقطة ضعف السياحة المغربية لأن الفرنسيين يترددون في زيارة دول جنوب البحر الأبيض المتوسط. واعترف وزير السياحة المغربي علي حداد بتراجع هذا السوق بنسبة 15%. ويذكر أن السوق الفرنسية تضم حتى المغاربة سواء المهاجرين أو المتجنسين الذين يقصدون المغرب لزيارة أهلهم وليس بالضرورة السياحة.
وتعترف النقابة الفرنسية للصناعة السياحية بتراجع الكثير من الحجوزات في المغرب، وتؤكد استحالة تحقيق نتائج مشجعة مع نهاية السنة الجارية وبداية المقبلة.
في الوقت ذاته، تساهم الأخبار التي تنشرها وسائل الاعلام الدولي حول تهديدات داعش للمغرب ضمن دول أخرى تؤثر على اختيار المغرب كوجهة. ويقول صاحب وكالة سياحية اسبانية “الآن السائح يقرأ الأخبار عن البلد الذي سيزوره، ولهذا فأخبار سيئة عن بلد معين مثل اعتداءات إرهابية أو تهديد يقلل من حظوظ اختياره، بطبيعة الحال حظوظ دولة تعرضت لاعتداء إرهابي ضئيلة للغاية مع بلد يتعرض فقط لتهديدات”.
ويعتبر قطاع السياحة ضمن ركائز الاقتصاد المغربي نظرا لتشغيله مئات الآلاف من اليد العالمة وكمصدر للعملة الصعبة.