هل ستشهد الجزائر سنة 2015 مرحلة ما بعد بوتفليقة وتنجو من آثار انهيار أسعار النفط؟

الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة

يحظى الوضع السياسي والاجتماعي في الجزائر باهتمام خاص، حيث ركزت عليه عدد من وسائل الاعلام ومراكز الدراسات الاستراتيجية لمعرفة التطورات التي سيشهدها سنة 2015 بسبب اجتماع عوامل مقلقة منها الوضع الصحي للرئيس عبد العزيز بوتفليقة وانهيار أسعار النفط.

وكتبت جريدة لوموند الفرنسية منذ أيام حول ما اعتبرته “معطيات جيوسياسية” جديدة لسنة 2015 أن الجزائر من ضمن المواضيع التي تلفت انتباه المحللين السياسيين ضمن أخرى مثل روسيا والاتحاد الأوروبي على ضوء ما يجري في اليونان من صعود قوى سياسية معادية للوحدة وملف وباء إيبولا وانهيار أسعار البترول.

وعمليا، تدخل الجزائر ضمن خانة التحاليل التي تهتم بمدى انعكاس تراجع أسعار البترول على بعض الدول ومنها فنزويلا وروسيا والجزائر. لكن الجزائر تطرح تساؤلات أكثر بسبب هشاشة الوضع السياسي.

وتفيد التحاليل أن سنة 2015 قد تكون سنة ما بعد مرحلة عبد العزيز بوتفليقة لأنه في الوضع الصحي الذي يوجد عليه الرئيس الجزائري من الصعب أن ينهي ولايته الرئاسية حتى سنة 2019، لاسيما في ظل الأخبار التي تؤكد تراجع وضعه الصحي وتنقله بين الحين والآخر لفرنسا للعلاج.

والرأي السائد في الأوساط الدولية المهتمة بالجزائر وأساسا في الاتحاد الأوروبي هو احتمال أن تشهد الجزائر انتخابات رئاسية مبكرة بعد مصادقتها على دستور الجديد في منتصف السنة الجارية ينقل البلاد الى مرحلة سياسية جديدة قد تتميز برئيس لا ينتمي الى جيل التحرير.

وعلاقة بالملف الاجتماعي والسياسي والاقتصادي، يخيم تراجع أسعار النفط على الوضع العام في الجزائر، فعدد من السياسيين الجزائريين ومنهم رئيس الحكومة السابق أحمد بيتور يعربون عن تشاءم وقلق كبيرين بشأن مستقبل دولة تعتمد في معظم مداخيلها على الطاقة من غاز ونفط.

واشترت السلطات الجزائرية السك الاجتماعي في البلاد بأموال النفط عندما ارتفع بشكل صاروخي خلال السنوات الأخيرة، ولكنه الآن نزل دون 60 دولار، وهذا يعني فقدان الجزائر لنصف المداخيل تقريبا، علما أن 95% من صادرات الجزائر هي النفط والغاز.

وأعلنت الحكومة برئاسة عبد المالك سلال عن إجراءات تقشفية احترازية منها تجميد التوظيف في القطاع العمومي وتجميد الأجور ووقف الأوراش الكبرى ومنها ترامواي في العاصمة علاوة على التقليص من المساعدات الاجتماعية.

وتعيش الجزائر على إيقاع الاحتجاجات الاجتماعية والسياسية التي ميزت سنة 2014 وبدأت تتعاظم سنة 2015، ولكها عوامل تزيد من تساؤلات حول المستقبل السياسي وخاصة التساؤل العريض: هل ستكون سنة 2015 في الجزائر ملحة ما بعد بوتفليقة؟

مقالات ذات صلة

Sign In

Reset Your Password