ردد وزير التعليم العالي لحسن الداودي في بداية 2014 أن هذه السنة ستكون الانطلاقة نحو البحث العلمي ووضع أرضية صلبة تساهم في تقدم المغرب، لكن ما حدث هو تحول 2014 الى أسوأ سنوات الجامعة المغربية بسبب العنف والمواجهات التي بلغت أوجهها في مدينة وجدة يوم 22 ديسمبر الجاري.
ولا يخفي لحسن الداودي نيته في الرفع من التعليم الجامعي، ويردد في كل مناسبة أهمية الجامعة لمستقبل المغرب، ورفع شعارات تكشف عن طموحات كبيرة للحكومة، لكنها بقيت قاصرة بسبب غياب ميزانية مالية كافية، وغياب مرونة في التعاقد مع الباحثين. وأخيرا تحول حلم الحكومة والدولة الى انتكاسة حقيقية في الحقل الجامعي.
وعلاوة على ما أصبحت تعرف عليه بمصنع العاطلين بسبب عدم ملاءمة المغرب برامجه التعليمية في الجامعة مع تطورات الوقت الراهن، انضافت سلبيات ونقط سوداء الى تاريخ الجامعة المغربية وهي:
غياب عن لوائج تصنيف الجامعات دوليا
غياب مبادرات من طرف مجموعات البحث الجامعي، وعمليا، لا تتوفر أي جامعة مغربية على تصور شامل وحقيقي للبحث العلمي مدعم بميزانية مالية مناسبة. وهذا الغياب يجعل الجامعة المغربية لا تأتي ضمن التصنيف في ألف جامعة أولى بل لا توجد أي جامعة مغربية ضمن الخمسين الأوائل.
وأنجزت المؤسسة البريطانية كواكواريلي سيموندس المتخصصة في تصنيف الجامعات عالميا QS تصنيفا خاصا بالعالم العربي ونشرته في موقعها في شبكة الإنترنت خلال نوفمبر الماضي. وتعتبر هذه المؤسسة من أبرز المؤسسات التي تعتمد مقاييس ومعايير علمية مقبولة في عالم تصنيف الجامعات، وتساهم في توجيه الطلبة والاستثمارات في المجال العلمي.
وغياب الجامعة المغربية أمر مثير للتساؤل بحكم ارتفاع نسبة الجامعات وبالنسبة لانخراط جامعات في مشاريع بحث علمي أوروبية.
العنف بدل البحث العلمي
ومقابل غياب البحث العلمي، تحولت الجامعة المغربية الى ساحة للمواجهات والإضرابات. وتشمل الإضرابات الاحتجاج على سوء التعليم الجامعي وكذلك استعمال النفوذ في التسجيل خاصة في الماستر. ويبقى الخطير هو المواجهات التي تندلع في معظم الجامعات من أكادير الى طنجة وحتى وجدة. وارتفعت المواجهات في جامعات معينة وهي أكادير ومراكش وفاس والقنيطرة ووجدة.
وتتفاقم هذه المواجهات في ظل عودة الاستقطاب المتعدد الأطراف بين إسلاميين ويساريين وأمازيغ، وفي ظل غياب إطار نقابي بعد فشل محاولة إحباء الاتحاد الوطني لطلبة المغرب علاوة على عنف الدولة المغربية المفرط في الرد على مطالب الطلبة.
ولعل العنوان البارز الانتكاسة الحقيقية للجامعة المغربية هو انتهاء سنة 2014 بتصريحات لوزير التعليم العالي الداودي، بدل إبراز أطروحات جديدة واختراعات، يتحدث عن صدور أحكام بالسجن في حق عشرة طلبة من جامعة ابن طفيل في القنيطرة والوعيد في حق طلبة جامعة وجدة بسبب مواجهات 22 ديسمبر بدل تقديم الحصيلة العلمية للجامعة المغربية.
مقالات ذات صلة
تصنيف دولي QS: عدم وجود أي جامعة مغربية ضمن الخمسين الأوائل عربيا