بصمته أمام الأمم المتحدة، المغرب الرسمي يحول سبتة ومليلية الى طابو سياسي ومدريد تقدم تسهيلات لروسيا في سبتة

الغواصة الروسية في ميناء سبتة خلال نهاية غشت الماضي

تجنب المغرب مجددا الحديث عن ملف سبتة ومليلية المحتلتين في الأمم المتحدة، بينما أصرت اسبانيا على استحضار ملف جبل طارق رغم المشاكل التي تعاني منها بمحاولة انفصال كتالونيا، ويتزامن هذا في وقت تقدم فيه مدريد تسهيلات عسكرية لروسيا في ميناء سبتة.

ونيابة عن الملك محمد السادس، قرأ الأمير رشيد الخطاب أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة يومه الأربعاء من الأسبوع الجاري. وتضمن الخطاب الحديث عن التنمية ونزاع الصحراء المغربية، وكالعادة تجنب الخطاب الإشارة الى مدينتي سبتة ومليلية. وهذا الموقف أصبح كلاسيكيا في الدبلوماسية المغربية، وجاء مباشرة بعدما كان الملك قد تعهد في خطاب 2007 بالتركيز على هذا الملف. وكانت مناسبة الخطاب زيارة الملك السابق خوان كارلوس الى المدينتين خلال نوفمبر 2007.

وأصبح ملف سبتة ومليلية من الطابوهات في السياسة المغربية خلال السنوات الأخيرة، فقد تم منع طرحه في البرلمان أو تنظيم أي نشاط سياسي حوله، كما غاب بشكل كلي من الخطابات الملكية والوزارية تحت ذريعة أن “الأولوية للصحراء”، علما أن هذه الأطروحة هي جديدة في الخطاب السياسي الرسمي المغربي، ولم تكن تحدث من قبل.

ويعتقد المغرب أن بصمته في ملف سبتة ومليلية سيربح الدعم الإسباني في نزاع الصحراء، علما أن اسبانيا تشدد على تقرير المصير بل ورفعت من المساعدات الإنسانية الى مخيمات تندوف هذه السنة والمقبلة. في الوقت ذاته، هناك تهديد اسباني بتدهور العلاقات إذا تحدث المغرب عن هذا الملف.

ومن مفارقات القدر، تتحدث أحزاب اسبانية مثل الحزب الجمهوري الكتالاني والحزب القومي الباسكي عن سبتة ومليلية وتطالب بإعادتهما الى المغرب، في وقت يلتزم فيه المغرب الرسمي الصمت.

وفي المقابل، شدد وزير الخارجية الإسباني مانويل غارسيا مارغايو في خطابه يوم الأربعاء من الأسبوع الجاري أمام الأمم المتحدة على ضرورة تصفية الاستعمار في صخرة جبل طارق.

وشدد الوزير على هذا الطلب رغم ما تعيشه اسبانيا من محاولة انفصال كتالونيا عن البلاد، ولم يأخذ في عين الاعتبار تلك الأطروحات التي تقول بتهدئة ملف جبل طارق مقابل الحصول على دعم بريطاني لصالح وحدة اسبانيا.

وفي تطور مثير، ورغم التوتر بين الغرب وروسيا ومنها المقاطعة الاقتصادية المتبادلة والتي مست اسبانيا التي لم تعد تصدر صادراتها الزراعية الى الأسواق الروسية، تقدم حكومة مدريد تسهيلات بارزة للسفن والغواصات الروسية في ميناء سبتة للتوقف والتزود بالماء وتفسح الجنود.

وخلال السنة الجارية توقفت 12 سفينة عسكرية وغواصة روسية في  ميناء سبتة، وكان آخرها في نهاية غشت الماضي، ويتعلق الأمر بغواصة  نفوروسيسك، حيث احتجت بريطانيا على التسهيلات الإسبانية وبسبب ما يشكله ذلك من خطر مفترض على صخرة جبل طارق. وفي المقابل، التزم المغرب الصمت ولم يقدم اي اعتراض سواء على اسبانيا أو روسيا لاستعمالها ميناء يعتبر منطقة محتلة.

ورغم التوتر بين الغرب وروسيا، تتعمد اسبانيا الى تقديم تسهيلات عسكرية لروسيا في ميناءي سبتة ومليلية في محاولة منها لإضفاء الشرعية على تواجدها. ولم تأخذ روسيا بعين الاعتبار الحساسية المغربية بشأن الوضعية السياسية، الاحتلال، للمدينة،

مقالات ذات صلة

Sign In

Reset Your Password