وثيقة السفير المغربي رشيد بوهلال حول إجراءاته لحرمان كل من الصحفي علي أنوزلا وأبو بكر الجامعي من جائزة بوميد الأمريكية تعطي فكرة هامة حول نوعية وقوع قرصنة الوثائق التي يسرها كريس كولمان24 في موقع التواصل الاجتماعي تويتر، إذ لا يتعلق الأمر بنجاح جهة ما في فك الشفرة التي يستعملها المغرب في مراسلاته الدبلوماسية والاستخباراتية بل بالدخول الى قاعدة البيانات، أي القرصنة الكلاسيكية في الإنترنت.
والوثيقة تحمل اسم “مشفرة” بشأن طريقة إرسالها، وهذا يعني أنه جرى إرسالها عبر جهاز مشفر خاص بالمراسلات السرية مساء 20 فبراير 2014، وتم استقبال الوثيقة في وزارة الخارجية في الرباط والختم عليها بتاريخ 21 فبراير 2014 ثم القيام بتصويرها عبر سكانير ووضعها في الأرشيف بعدما حصلت عدد من المصالح على نسخة وهي مكتب الوزير، مكتب الوزيرة المنتدبة مكتب الكاتب العام ومصالح أخرى.
ونوعية هذه الوثيقة، يؤكد أن عملية القرصنة لم تحصل خلال عملية الإرسال لأن دول عادية لا يمكنها نهائيا اعتراض مراسلات المغرب باستثناء دول كبرى مثل روسيا والولايات المتحدة والصين علاوة على فرنسا التي باعت للمغرب آليات التشفير للمراسلات. وهذه الوثيقة، تؤكد مجددا أن مراسلات باقي سفراء ومنهم عمر هلال والتي تحمل طابع “سري جدا” وأرسلت مشفرة لم تتعرض نهائيا للقرصنة خلال عملية الإرسال بحكم أن الوثيقة الأصلية المرسلة لا تحمل طابع “مكتب الضبط” للخارجية بل الطابع يوضع بعد الاستقبال، وهذا يعني أن القرصنة وقعت لاحقا، أي في الخارجية أو المخابرات العسكرية
وعليه، فالجهة التي تحمل اسم “كريس كولمان24” في تويتر وتسرب الوثائق قامت بقرصنة الوثائق مباشرة من القاعدة الرقمية الخاصة ببيانات وزارة الخارجية المغربية والمخابرات وليس من البريد الالكتروني فقط مع استبعاد فك شفرة الإرسال.