قاطعت حكومة الحكم الذاتي في كتالونيا وبلد الباسك احتفالات العيد الوطني الإسباني يوم الأحد 12 أكتوبر الجاري بحجة أنه عيد استعماري، واتخذت دول من أمريكا اللاتينية الموقف نفسه. وتبقى المفارقة الكبيرة هو مشاركة المغرب في الاستعراض العسكري، ويحدث هذا لأول مرة رغم أن جزء من أراضيه مازالت تحت الاستعمار الإسباني.
وتخلد اسبانيا كل 12 أكتوبر العيد الوطني الذي يتزامن مع اكتشاف القارة الأمريكية على يد الرحالة الشهير كريستوفر كولون. وترأس الملك فيلبي السادس العيد والاستعراض العسكري لأول مرة بعد توليه العرش في أعقاب تخلي أبيه الملك خوان كارلوس عن هذا العرش خلال يونيو الماضي.
وتختلف الطبقة السياسية الإسبانية في تقييم هذا العيد الوطني، وترفض حكومة كتالونيا وبلد الباسك حضوره بحجة أنه عيد خاص بالإسبان، ويمثل الاستعمار الإسباني. وقاطع هذا الاحتفال يوم الأحد 12 أكتوبر كل من رئيس حكومة كتالونيا أرثور ماس ورئيس حكومة بلد الباسك إنييغو أوركولو.
وبدأت دول من أمريكا اللاتينية ترفض المشاركة في هذا العيد بحجة أن وصول كريستوفر كولون الى القارة الأمريكية يشكل نهاية حضارات القارة، وشتهد القارة بلورة فكر سياسي يرفض هذا الاحتفال وبدأ يطالب اسبانيا بالتعويض.
وبينما تتعالى أصوات ترفض العيد لطابعه الذي يحيل على الماضي الاستعماري، يشارك المغرب لأول مرة في الاستعراض العسكري ضمن الجيش الإسباني ودول أخرى مثل الجزائر وتونس وليبيا وموريتانيا.
وتعتبر مشاركة المغرب شائكة للغاية، فحكومة مدريد رغبت في جعل هذا العيد الوطني والاستعراض العسكري رمزا لوحدة اسبانيا أمام تحديات كتالونيا الراغبة في الاستقلال. وتشمل وحدة اسبانيا سبتة ومليلية المحتلتين، وبالتالي شارك جنود مغاربة في الاستعراض العسكري والعيد الوطني في وقت يعني العيد الوطني مفهوم وحدة اسبانيا التي تضم المدينتين المحتلتين، وجرت المشاركة وتحت أنظار رئيسي الحكم الذاتي في سبتة ومليلية.
ويردد المسؤولون المغاربة هذه الأيام انتقادات قوية ضد الاستعمار ومخلفاته واستمراره في محاولة التحكم في المستعمرات القديمة، وعلى ضوء هذا تبقى مشاركة الجيش المغربي رسميا في استعراض عسكري لدولة تحتل أراض مغربية وهي سبتة ومليلية والجزر، مفارقة دبلوماسية وسياسية كبيرة بكل المقاييس في المواقف الرسمية للرباط.