تشهد البرازيل يومه الأحد 5 أكتوبر انتخابات رئاسية، وتحظى باهتمام كبير بسبب نوعية المرشحين وكذلك وزن البرازيل في أمريكا اللاتينية كقوة إقليمية ودورها في مجموعة بريكس. وفي الوقت ذاته، تعتبر هذه الانتخابات هامة للمغرب نظرا لارتباطها بالصحراء بعدما صادق برلمان البلاد على قرار يطالب الفائز في الانتخابات اتخاذ قرار بالاعتراف بما يسمى جمهورية البوليساريو.
وتتنافس في هذه الانتخابات الرئاسية الحالية ديلما روسيف عن حزب العمال ومرشحة الحزب الاشتراكي مارينا سيلفا ثم مرشح الحزب الاجتماعي الديمقراطي أيسيو نيفيس ومرشحين آخرين عن أحزاب يسارية ويمينية لكن الحظوظ تبقى مع الثلاثة.
وتمنح استطلاعات الرأي الأخيرة للرئيسة ديلما روسيف المركز الأول ب 40% وتليها مارينا سيلفا في المركز الثاني ب 24% ووصلت في استطلاعات أخرى 30% بينما عاد المركز الثالث الى أيسيو نيفس بحوالي 20 وإن كان استطلاع أخير يوم السبت قد منحه24%. ومن الصعب فوز روسيف بالرئاسة في الجولة الأولى، وقد تجد صعوبة كبيرة في الجولة الثانية أمام مارينا سيلفا.
وتمحورت الحملة الانتخابية داخليا حول الفساد وخارجيا حول تعزيز دور البرازيل في المنتظم الدولي فاعلا سياسيا مؤثرا. في هذا الصدد، هيمن نقاش الفساد على المجتمع والطبقة السياسية في البرازيل، وشهدت البلاد احتجاجات قوية امتدت الى تنظيم كأس العالم. ويرفع المرشحون شعارات محاربة الفساد وعدم التساهل معه.
ودوليا، تحظى انتخابات البرازيل بأهمة كبيرة بحكم تزعمها لمنطقة أمريكا اللاتينية، فقد أصبحت ترسم السياسة الخارجية للمنطقة. وفي الوقت ذاته، تعتبر البرازيل عضوا في مجموعة البريكس الى جانب روسيا والصين والهند وجنوب إفريقيا، حيث تهدف الى عالم متعدد الأقطاب. ولا يوجد اختلاف حول السياسة الخارجية بين المرشحين الثلاثة، وإن كان هناك تخوف من دور أيسيو نيفس في حالة فوزه باتخاذ مواقف أقل جرأة وسط مجموعة بريكس.
وتعتبر هذه الانتخابات نموذجا لكيفة تأثير العلاقات الدولية على معظم دول العالم. فرغم البعد الجغرافي ورغم العلاقات غير المتينة، فالانتخابات الرئاسية البرازيلية تعتبر مهمة للمغرب بل وأهم انتخابات برازيلية للمغرب حتى الآن، والسبب الرئيسي هو الصحراء.
وكان البرلمان البرازيلي قد صادق في نهاية شهر غشت الماضي وبالإجماع على قرار يدعو رئيسة البلاد الى الاعتراف بما يسمى الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية التي أعلنتها البوليساريو، كما يدعو الى ضرورة دفاع دبلوماسية البرازيل على تكليف قوات المينورسو بمراقبة حقوق الإنسان.
ويعتبر موضوع الصحراء هامشيا في أجندة دبلوماسية البرازيل إلا أن مصادقة قرار البرلمان بالإجماع سيحتم على الفائز في الانتخابات اتخاذ قرار بالاعتراف من عدمه بما يسمى جمهورية البوليساريو.
مقال سابق حول تصويت البرلمان البرازيلي على الاعتراف بالصحراء