الرئيسة المقبلة للبرازيل ستبث في الاعتراف بالبوليساريو من عدمه وبرلمانها يقارن البوليساريو بفلسطين وسط صمت دبلوماسية الرباط

الرئيسة الحالية ديلما روسيف في اليمين والمرشحة المنافسة مارينا سيلفا في اليسار

تلتزم الدولة المغربية الصمت إزاء اعتراف البرلمان البرازيلي بما يسمى جمهورية الصحراء التي أعلنتها البوليساريو. وستكون الأسابيع المقبلة حاسمة في هذا الملف على مستوى أمريكيا اللاتينية، إذ ستكون رئيسة البلاد المقبلة مطالبة بالبث في قرار البرلمان الذي يدعو الى الاعتراف. ويدعو قرار البرلمان الى تساؤلات عميقة حول دبلوماسية المغرب.

وكان البرلمان البرازيلي قد اعترف منذ أسبوعين بما يسمى “جمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية” التي أعنلتها البوليساريو من جانب واحد في السبعينات. ورفع الى رئاسة الحكومة القرار الحامل للرقم 6252 لكي تصادق على الاعتراف.

والقرار الذي صادق عليه ممثلو جميع الأحزاب الموجودة في البرلمان البرازيلي وعددها 22 علاوة على زعماء النقابات يتضمن مقارنة  خطيرة ومقلقة، حيث جاء في القرار الذي يخاطب رئيسة البلاد ديلما روسيف ما يلي: ” تحظى فخامتك بدعمنا الكامل و المطلق من أجل إتخاذ القرار الذي يتم بموجبه التأسيس لبداية العلاقات الديبلوماسية مع الجمهورية الصحراوية ، بنفس الشروط و الضوابط التي تم بها إنشاء العلاقات الديبلوماسية أنذاك مع دولة فلسطين”.

وستشهد البرازيل انتخابات رئاسية يوم 5 أكتوبر المقبل، حيث يتد التنافس بين الرئيسة الحالية ديلما روسيف عن حزب العمال ومارينا سيلفا وزيرة البيئة سابقا والمرشحة حاليا عن حزب الخضر. وإذا كانت ديلما روسيف ستتردد في الاعتراف بما يسمى جمهورية البوليساريو، فهناك احتمال كبير بإقدام مارينا سيلفا على الاعتراف نظرا لنسج البوليساريو علاقات معها سابقا، كما أنها تعتبر من أكبر المدافعين عن الإثنيات في العالم بحكم انتاماءها الى إثنية برازيلية عانت كثيرا وهي إثنية زامبو. وتشير استطلاعات الرأي الى احتمال تفوق مارينا سيلفا في الانتخابات الرئاسية المقبلة.

والمثير أن هذه الانتخابات لا تشهد حضورا للميني الكلاسيكي الذي كان للمغرب معه جسورا سياسية في الماضي، لكن علاقاته الحالية ضعيفة للغاية مع الطبقة السياسية سواء التي في الحكم أو المرشحة للحكم.

وتجري هذه التطورات في غياب تحرك دبلوماسي مغربي، إذ يطرح مصادقة 22 حزبا في البرلمان البرازيلي على قرار يدعو رئاسة البلاد للإعتراف بالبوليساريو جمهورية تساؤلات حقيقية على دور الخارجية المغربية التي لم تستطع إقناع ولو حزب واحد.

في الوقت ذاته، تبقى مقارنة قضية البوليساريو بالقضية الفلسطينية كما جاء في نص مقترح الاعتراف أمرا مثيرا للغاية وبداية الترويج لهذا الملف على أساس أنه شبيه بالقضية الفلسطينية.

وسيكون قرار رئيسة البرازيل مستقبلا حامسا في الملف في أمريكا اللاتينية نظرا لتأثير هذه الدولة في صناعة القرار الخارجي للمنطقة علاوة على أن عدد من برلمانات المنطقة ناقشت أو ستناقض الاعتراف بالبوليساريو دولة.

وتجري هذه التطورات دون إصدار وزارة الخارجية المغربية بيانا في الموضوع أو اجتماع لجنة الخارجية في البرلمان لتدارس الانعكاسات الخطيرة على هذا الملف.

 

مقالات ذات صلة

Sign In

Reset Your Password