اتخذت الاعتداءات العسكرية الإسرائيلية على فلسطينيي قطاع غزة تطورا خطيرا بعدما بدأت إسرائيل في ارتكاب جرائم حرب مباشرة كما جرى في حي الشجاعية وتفاجئها بقوة مليشيات القسام التي تقتل وتختفط جنودها.
وخلف الهجوم الإسرائيلي وحده أمس الأحد 123 قتيلا في حي الشجاعية، وهو ما يعتبر جريمة حرب بامتياز، إذ يجمع المراقبون أن إسرائيل تخلت نهائيا عن مفهوم الحرب الانتقائية ضد حركة حماس وما ينتج عنها من أضرار جانبية بسبب سقوط مدنيين الى حرب مباشرة تحصد الجميع وخاصة المدنيين كما وقع في الحي المذكور.
وسقط أمس 123 قتيلا في صفوف الفلسطينيين أغلبهم من المدنيين، وسقط منذ فجر اليوم قرابة 40 والحصيلة مرشحة. وهذا الارتفاع الخطير في عدد القتلى، إذ تجاوز 160 في ظرف 36 ساعة هو نتيجة حرب الأرض المحروقة التي تنهجها إسرائيل انتقاما من سقوط جنودها قتلى.
وتفاجأت إسرائيل بالقدرة العسكرية لحركة حماس خاصة عمليات الإنزال التي قامت بها وراء الخطوط الإسرائيلية علاوة على قتل قرابة 20 جنديا في ظرف يومين وأسر جندي.
وتجد إسرائيل نفسها عسكريا أمام سيناريوهات مقلقة، فقطاع غزة يصمد ولم تسبب الخسائر في الأرواح البشرية انتفاضة السكان ضد حركة حماس على أساس ما افترضته إسرائيل أنها المتسبب فيما يجري بسبب مغامراتها العسكرية. وفي الوقت نفسه، تجد إسرائيل نفسها حائرة في كيفية القضاء على القدرة العسكرية لحركة حماس، خاصة بعدما تبين أن كل عملية غزو للقطاع يعني سقوط قتلى في صفوف الجيش الإسرائيلي، وهو ما لم تكن متعودة عليه تل أبيب من قبل.