تحولت الزيارات الثنائية بين دول المغربي العربي وزيارات مسؤولين دوليين الى دولة من دول هذا التجمع الجامد الى مصدر للتوتر بين الأعضاء ويتفاقم بين المغرب والجزائر.
وخلال الثلاثة أسابيع الأخيرة، قام وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة بزيارة الى موريتانيا، واعتبرها جزء من الصحافة المغربية، وعلى رأسها القريبة من دوائر صنع القرار زيارة لمحاصرة المغرب إقليميا.
وخلال الأسبوع الماضي، قام رئيس موريتانيا محمد ولد عبد العزيز باستقبال مبعوث مرسل من جبهة البوليساريو. وتعترف موريتانيا بالجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية التي أعلنتها البوليساريو في السبعينات وتحظى باعتراف عشرات الدول. واستنكرت الطبقة السياسية المغربية الزيارة، وشن إعلامها حملة ضد نواكشوط بلغت الى تغلغل مفترض لقراصنة في مواقع إلكترونية موريتانية رسمية منها موقع الوزارة الأولى.
وإبان نهاية الأسبوع الماضي، حل الملك محمد السادس في زيارة رسمية هي الأولى من نوعها بتونس بعد الربيع العربي. وشنت الصحافة الجزائرية حملة ضد الزيارة، وتساءلت سلبا عن الأسباب التي تجعل هذا الملك يحل بتونس في الظروف الحالية.
ونشبت حرب إعلامية وسياسية بين المغرب والجزائر على دور الوساطة في مالي، ولا يتوقف رسل البلدين الى باماكو لأخذ الصور وعرض خدمات الوساطة بين حركات ترغب في الانفصال مثل الحركة الوطنية لتحرير الأزواد ورئاسة إبراهيم كيتا.
وخلال الثلاث سنوات الأخيرة، لم يعد مسؤول من دولة كبرى يقوم بزيارة الى المغرب إلا ويبرمج زيارة الى الجزائر، ويحصل العكس لتفادي تأويلات مجانية. وتعود هذه الظاهرة الآخذة في التفاقم الى التنافس بين المغرب والجزائر، فكل دولة تدعي زعامتها للمغرب العربي وتدعي أنها الأحق بأن تكون مخاطبة في المنطقة.
ولا تخفي أوساط دبلوماسية في وزارة الخارجية الفرنسية حرصها بأنها أصبحت تأخذ بعين الاعتبار ردود فعل الدولة الأخرى إذا قرر مسؤول فرنسي كبير زيارة المغرب أو الجزائر، وتضيف “إذاجرت برمجة زيارة الى المغرب، فيجب برمجة الزيارة نفسها وبسرعة الى الجزائر، والعكس في حالة بدء الزيارة من الجزائر. ولصفتها الاستعمارية السابقة في المنطقة، تأخذ هذه الحساسية ببالغ الجدية أكثر من روما ومدريد وواشنطن”.
ويمتد هذا الحرص الى وسائل الاعلام الفرنسية، وتؤكد مصادر إعلامية مقربة من فرانس 24 باللغة العربية استحالة نسيان استدعاء مغربي وجزائري الى كل نقاش حول المغرب العربي بل وحتى حول إفريقيا الغربية.
ومن سخرية القدر، يتنافس المغرب والجزائر على زعامة المغرب العربي، التجمع الدولي الوحيد الجامد منذ تأسيسه.