أعرب الرئيس الفرنسي فرانسوا هولند مساء اليوم عن أسفه للمزحة التي صدرت عنه بشأن الوضع الأمني في الجزائر، ويأتي هذا الاعتذار بعدما هددت الجزائر بإعادة النظر في في العلاقات الثنائية.
وتعود وقائع هذا الحادث الدبلوماسي الى الاثنين الماضي عندما استقبل فرانسوا هولند مجموعة من ممثلي يهود فرنسا الاثنين الماضي، وخلال الدردشة بحث عن وزير الداخلية مانويل فالس وقال “أظن أن وزير الداخلية سوف يتوجه إلى الجزائر ” قبل ان يستدرك تصريحه ويعدل من مضمونه بنفسه فيقول ” بل لقد عاد سالما معافى وهذا شيئ كبير “. وألمح هولند بنوع من السخرية من خلال تصريحه هذا الى أن الجزائر هي دولة المخاطر وغياب الأمن.
وخلف تصريح هولند موجة غضب حقيقية في الجزائر، وانتفضت الطبقة السياسية والاعلام ضد هذه التصريحات، وطالبت باستدعاء السفير الفرنسي للاحتجاج كما شددت على إعادة النظر في العلاقات الثنائية.
ولم يتأخر موقف الجزائر الرسمي، فقد صرح وزير الخارجية رمطان لعمامرة أمس في ندوة صحفية “لقد انتهت سنة 2012 بنجاح باهر لزيارة الدولة التي قام بها الرئيس فرنسوا هولاند ولا نتمنى أن تنتهي سنة 2013 بنقطة سيئة، مضيفا “نتمنى في الأيام المتبقية من سنة 2013 أن نجد الوسائل اللازمة لطي الصفحة حول هذه الحادثة إيجابيا”.
وحاولت الرئاسة الفرنسية في البدء أن تقلل من هذه التصريحات واعتبرتها مجرد مزحة خاصة وأن الرئيس معروف بلقب “سيد المزحة الغيرة”، لكن إصرار الجزائر على ضرورة تقديم اعتذار والتهديد بإجراءتا دفعت الرئيس الفرنسي مساء اليوم الأحد الى إبداء الأسف على التعليق الذي بدر منه.
ونشر قصر الإليزيه بيانا يؤكد فيه احترام فرانسوا هولند للجزائر شعبا ورئاسة، ويعتبر أن الخطاب الذي ألقاه في الجزائر خلال زيارته في ديسمبر الماضي دليل على ذلك. ويعرب الرئيس الفرنسي عن أسفه للتأويل الذي قد يكون فهم من تصريحاته الاثنين الماضي حول وزير الداخلية مانويل فالس خلال استقبال للمثلي المجالس الدينية اليهودية.
وأعربت الجزائر عن ارتياحها لبيان رئاسة فرنسا، واعتبرته أن هذا الحادث قد أغلق نهائيا.