تشد مدينة فيرغيرسون في ضواحي سان لويس الواقعة في ولاية ميسوري جنوب الولايات المتحدة انتباه واهتمام الرأي العام الأمريكي لأنها تعيد أسوأ شبح ترغب البلاد في تجاوزه ويتعلق بعنصرية المؤسسات الرسمية ومنها الشرطة ضد الأمريكيين السود، وذلك بعدما قتل شرطي شابا اسودا وهو مايكل براون البالغ من العمر 19 سنة.
وتعود وقائع هذا الملف الى يوم 9 غشت الجاري عندما قتل شرطي هذا الشاب، واختلفت رواية القتل، في البدء ادعت الشرطة أن الشاب كان يسرق السجائر وهدد أفرادها الأمر الذي دفع بالشرطة الى فتح النار عليه. بينما تفيد رواية أخرى أن الوقائع مختلفة ويتعلق الأمر بجريمة عنصرية.
وبعدما تبين الطابع العنصري والأسباب التافهة لعملية القتل انتفضت مدينة فيرغيرسون باحتجاجات ليلة كانت عنيفة في البدء بمواجهات قوية بين الشرطة وشباب المدينة الذي يطالب بالقصاص من الشرطي الذي فتح النار.
وبعدما اتخذت الأوضاع طابعا خطيرا خاصة ليلة الأربعاء، تراجعت الشرطة وتترك الآن المتظاهرين لليلة الثانية على التوالي يتظاهرون في هدوء تام، لاسيما بعدما تدخل الرئيس الأمريكي باراك أوباما نفسه للتحفظ وانتقاد عنف الشرطة الذي اعتبره غير مبرر نهائيا.
وأصبح مقتل الشاب براون القضية التي تشد انتباه الرأي العام الأمريكي وطبقته السياسية ووسائل الاعلام التي تخصص افتتاحيات. وانتقدت المجلة التقدمية “ذي نايشن” عملية القتل غير المبرر كما وجهت انتقادات قوية لما اعتبرته “عملية عسكرة” مدينة فيرغيرسون لمواجهة مطالب النشطاء السياسيين والحقوقيين الذين ينادون بالتحقيق ومعاقبة أفراد الشرطة المتورطين. وتذهب جريدة نيويورك تايمز في الاتجاه نفسه عبر متابعة دقيقة ومستمرة للتطورات، بينما تكتب الوانطن بوست عن شكوك حول التحقيق.
ويوجد قلق وسط الرأي العام من تطور قضايا مثل هذه الى شرارة نار تسبب في احتجاجات على مستوى مختلف الولايات والمدن، وبالتالي يعيد شبح التنديد بالعنصرية الرسمية التي يؤكد نشطاء استمرارها وخاصة وسط الشرطة في تعاملها مع ملفات الأمريكيين السود واللاتينيين.
وتعتبر ولاية ميسوري تاريخيا من الولايات التي شهدت ممارسة مرتفعة للرق والعبودية، ورغم انتهاء الرق ثم الحقوق المدنية في القرن العشرين، استمرت هذه الولاية في تسجيل أعلى معدلات العنصرية في البلاد.