يشارك المغرب في قمة الفرنكفونية المنعقدة في السينغال وتلى وزير الخارجية صلاح الدين مزوار خطابا ملكيا موجها الى القمة. ويأتي الخطاب والمشاركة في أداة سياسية وثقافية أساسية لباريس في المحافظة على مصالحها الاستعمارية وقت ينتقد فيه المغرب فرنسا ويعتبرها بالدولة الاستعمارية علاوة على التوتر القائم بين البلدين.
وتعتبر تجمعات مثل الفرنكفونية ودول الكمنوليث أداة رئيسية من أدوات بقايا الاستعمار التي أقامتها الدول الأوروبية وخاصة فرنسا وبريطانيا للمحافظة على ثقافتها ومصالحها في المناطق التي كانت تستعمرها.
وجاءت فكرة الفرنكفونية من زعماء أفارقة بدعم قوي من فرنسا التي كانت تتحرك وراء الستار لتفادي التعرض للإتهامات بممارسة استعمار جديد. وتتولى المؤسسات الفرنسية رعاية الفرنكفونية خاصة في القارة الإفريقية لأنها من الفضاءات الحوية لها للتقليل من فقدان مكانتها الدولية في ظل المتغيرات التي يشهدها العالم من خلال صعود قوى جديد.
وتأتي مشاركة المغرب والافتخار بهذه المشاركة في وقت يحمل المغرب مشعل استقلالية الجنوب عن الشمال ويحاول بلورة مفاهيم وتصورات جديدة عن جنوب-جنوب.
وكرز الملك محمد السادس في خطاباته الأخيرة ومنها الخطاب أمام الأمم المتحدة على هذه المفاهيم، الأمر الذي دفع عدد من المحللين الى الحديث عن ملك يساري على شاكلة زعماء دول أمريكا اللاتينية. لكن الخطاب الملكي الأخير الموجه الى قمة الفرنكفونية في السنغال يتناقض والخطابات السابقة.
في الوقت ذاته، تأتي الإشادة بالفرنكفونية في وقت تعيش فيه العلاقات المغربية-الفرنسية توترا حقيقيا، الأمر الذي يستوجب خطابا يدخل فيما يسمى “الدبلوماسية المنخفضة”.
وتعيش القارة السمراء نقاشا وسط الاتحاد الإفريقي بتجاوز التنظيمات الاستعمارية من قبل الفرنكفونية والكومنويلث والرهان على هيئات إفريقية بدون عقدة من استعمال لغة من اللغات العالمية دون ربطها بدولة مثل الفرنسية بفرنسا والانجليزية ببريطانيا أو الولايات المتحدة.