أصبحت الصين أكبر دولة تجارية في العالم مع نهاية 2013 وتتوفق بهذا على الولايات المتحدة التي احتفظت بالمركز الأول لعقود طويلة. وهذا المستجد يؤكد على التغيرات الاستراتيجية التي يشهدها العالم في الوقت الراهن بصعود قوى جديدة وعلى رأسها الصين.
وعمليا، أصبحت الصين سنة 2009 أكبر دولة مصدرة للسلع في العالم متجاوزة الدول الكبرى مثل الولايات المتحدة والمانيا واليابان، ولكنها لم تقفز الى “الدولة التجارية الأولى” الذي احتفظت به الولايات المتحدة.
وحملت سنة 2013 تطورات هامة في التجاربة العالمية، إذ أصبحت الصين الدولة التجارية الأولى في العالم، وكشفت الإحصائيات التي نشرتها مصحلة الضرائب الصينية اليوم أن التبادل التجاري للصين تصديرا واستيرادا حقق سنة 2013 ما قيمته أربعة آلاف مليار دولار و160 مليار دولار.
وتؤكد الإحصائيات الصينية أن أكثر من 10% من التجاربة العالمية تكون وجهتها الصين استيرادا وتصديرا، وكانت في بداية العقد الماضي لا تتجاوز 5%، ولكنها ارتفعت خلال السنوات الأخيرة بنسبة تناهز 7%.
ولم تقدم الولايات المتحدة بياناتها التجارية الخاصة بسنة 2013، لكن البيانات حتى شهر نهاية نوفمبر الماضي تشير الى ثلاثة آلاف مليار دولار و500 مليار دولار، ومن الصعب أن تصل الى مستوى الصين، ويؤكد مسؤول صيني أن الصين ستتجاوز الولايات المتحدة عندما ستقدم بياناتها الكاملة بحوالي 250 مليار دولار.
وتربعت الولايات المتحدة على عرش القوة التجارية الأولى في العالم منذ نهاية الحرب العالمية الأولى وأساسا بعد الحرب العالمية الثانية، ولكن قوتها تراجعت تدريجيا خلال العقدين الأخيرين بسبب تقدم باقي اقتصاديات العالم، وفقدت ابتداء من اليوم الجمعة صفة “الدولة التجارية الأولى”.
ويأتي هذا التطور بمثابة منعطف تاريخي حقيقي يؤكد على التغيرات الحاصلة استراتيجيا في العالم باستمرار قوى صاعدة مثل الصين في تزعم العالم مستقبلا.