يعيش مئات المغاربة كابوسا بسبب فيروس كورونا بعدما منعهم من الهجرة القانونية الى الولايات المتحدة وكندا وباقي أوروبا، و يتشبثون بالأمل في تحقيق الحلم الذي انتظروه كثيرا.
ويعد المغاربة من الشعوب المعروفة بالهجرة خلال الخمسين سنة الأخيرة، حيث يوجد ما يفوق خمسة ملايين مغربي في خارج البلاد متمركزين أساسا في دول الاتحاد الأوروبي وعلى رأسها فرنسا واسبانيا وهولندا وبلجيكا وإيطاليا. وتقترب نسبة المغاربة المقيمين في الخارج من 15% من مجموع الشعب المغربي، وهي من النسب العالية عالميا.
وعلاوة على الهجرة السرية المعروفة بمظهرها الشهير “قوارب الموت” والتي تحولت الى الهجرة الرئيسية تليها الهجرة عبر تأشيرة السياحة، هناك هجرة قانونية عبر عقود العمل أو التجمع العائلي وكذلك الهجرة التي تنظمها دول مثل كندا والولايات المتحدة.
وأوقفت السفارات المعتمدة في المغرب منح التأشيرات مثلها مثل باقي السفارات في العالم مع حالات استثنائية للغاية تشمل الدبلوماسيين، بل لا يسمح المغرب لمواطنيه السفر إلا في حالات محددة مثل رجال الأعمال والطلاب والحالات التي تعالج في الخارج علاوة على المهاجرين المقيمين في الدول الأجنبية. وكان رئيس الحكومة سعد الدين العثماني قد صرح بأ، فتح الحدود هو استثنائي ولا يشمل الجميع.
وترتب عن القرار ضرر كبير للمغاربة الراغبين في تحقيق حلم التجمع العائلي للالتحاق بعائلاتهم في المهجر، حيث تم تجميد الملفات حتى تجاوز محنة فيروس كورونا.
لكن يبدو أن حلم المغاربة الذين نجحوا في القرعة الأمريكية الخاصة بالهجرة معلق بسبب سياسة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من جهة، وبسبب فيروس كورونا من جهة أخرى.
ويتكرر السيناريو نفسه مع المغاربة الذين قبلت كندا بهجرتهم إليها. وتناولت جريدة “أون إف ر بلوس” حالات عدد من المغاربة الذين تكسرت أحلامهم بسبب الفيروس، مشيرة الى حالات اضطر أصحابها الى بيع ممتلكاتهم للسفر نحو كندا والآن يعيشون في منزلة بين المنزلتين ب مهددون بالتفكك الأسري.
وأقدمت بعض الدول مثل كندا على تمديد صلاحية تأشيرات الهجرة مؤقتا لمعرفة ما سيشهده العالم من تطورات بعد فيروس كورونا وخاصة في مجال الاقتصاد، وهل سيصبح بإمكان هذه الدول استقبال مهاجرين جدد أم لا.
وتبرز الجريد المذكورة أن المهاجرين المغاربة المرشحين للهجرة أصبحوا مدمنين على متابعة أخبار كندا في انتظار الأمل في الهجرة، وهو الأمل الذي أوقفه الفيروس مؤقتا.
في غضون لك، تستمر هجرة قوارب الموت من شواطئ المغرب نحو إسبانيا، حيث تصل يوميا الى البر الإسباني، وتشهد ارتفاعا خلال الأسابيع الأخيرة، وهي الهجرة التي لا تعترف بتأثيرات الفيروس.