تستمر الجهة التي تحمل اسم كريس كولمان 24 في موقع التواصل الاجتماعي تويتر في نشر وثاق الخارجية المغربية خاصة حول الصحراء، وتلتزم الدولة الصمت في هذا الملف رغم الخسائر المرتقبة ومنها خسارة المغرب للمتعاطفين معه بعد نشر أسماء وأموال كانوا يتلقونها.
ومنذ شهر أكتوبر الماضي، تنشر جهة باسم كريس كولمان 24 مختلف وثائق الخارجية المغربية بدون انطقاع. وباستثناء تصريحات لبعض المسؤولين بتعرض المغرب لهجمة إلكترونية، لا تقدم الدولة المغربية أي توضيحات بل تحاول معالجة الأمر في سربة تامة. وعكس صمت المغرب، تقوم دول تعرضت لاختراقات بالحديث عنها علانية ومنها الولايات المتحدة يومه الاثنين 17 نوفمبر حيث كشفت عن تعرض البريد الالكتروني للخارجية والبيت الأبيض لمحاولة القرصنة.
وتأكدت صحة الوثائق التي يجري تسريبها من خلال مقارنة مضمون الوثائق مع مواقف وتصريحات سابقة للمسؤولين المغاربة وكذلك تواريخ الاجتماعات. في الوقت نفسه لم ينف أي مسؤول مغربي صحة هذه الوثائق.
وعمليا، بدأت البوليساريو تنتقل الى الهجوم من خلال مطالبة هيئات الأمم المتحدة بتوضيحات حول ما يفترض أنه مساعدة كان يتلقاها المغرب من مجموعة من الموظفين الساميين الأمميين في جنيف ونيويورك وخاصة فيما يتعلق بالمينورسو وحقوق الإنسان. وقد طرح وفد من البوليساريو الموضوع مع رئيس هيئة غوث اللاجئين أنتونيو غوتيريث. وتلتزم الأمم المتحدة الصمت وترفض التعليق، لكن لا يستبعد أن تفتح تحقيقا لمعرفة هل ساعد موظفون أمميون المغرب.
وسيكون من الصعوبة بمكان، إعادة المغرب بناء شبكة من المتعاطفين خاصة في الأمم المتحدة وأوروبا بعد تسرب أسماء أجانب علانية، وهذه هي الخسارة الحقيقية لأنها ستؤثر على تطبيق أي استراتيجية دبلوماسية في الوقت الراهن ومستقبلا في ملف الصحراء.
وبسبب هذه الخسائر، تفيد مصادر عاملة في الدبلوماسية المغربية أن الخارجية المغربية عادت للاعتماد على آليات الاتصال الكلاسيكي لتفادي التجسس على مراسلاتها، ومن ضمن الوسائل المستعملة الإرسال عبر الفاكس واستعمال الخطوط الملكية في نقل الوثائق الحساسة استعمال وسائل اتصال بديلة مثل سكايب في الحديث لأنه باستثناء الولايات المتحدة، لا يمكن لدول أخرى اختراقه.