قاطعت الحكومة الجزائرية احتفالات السفارة المغربية في الجزائر بعيد العرش، وهي مقاطعة متعمدة لإظهار مدى تدهور العلاقات الثنائية والرد على ما تعتبره استفزازات مغربية لها.
ومثل باقي السفارات في الخارج، أحيت السفارة المغربية في الجزائر يومه الأربعاء حفل عيد العرش ووجهت دعوة الحضور لمختلف المسؤولين الجزائريين، لكن المفاجأة كانت هي غياب كل وزراء الحكومة الجزائرية وحضور موظف ثانوي وهو الأمين العام للخارجية.
وأوردت جريدة الخبر يومه الجمعة أن الغياب متعمد من طرف الحكومة الجزائرية، وتكتب في هذا الصدد “هذا الغياب المقصود يحمل في طياته رسالة سياسية واضحة المعالم، وهي رد فعل على استمرار الاستفزازات والحملات المغربية ضد الجزائر، وأيضا مؤشر على البرودة والفتور التي تميز العلاقات بين الجزائر والمغرب، والتي ازدادت “تدهورا” منذ حادثة الاعتداء على القنصلية الجزائرية في الدار البيضاء وتدنيس الراية الوطــــــنية في ذكرى احتفال الجزائريين بذكرى الثورة المجيدة (1 نوفمبر 2013).
وبهذه الخطوة، تكون الجزائر قد أقدمت على خرق دبلوماسي في سابقة من نوعها بعدم تلبية دعوى حضور السفارة المغربية التي توجد في بلدها وليس في دولة أجنبية، إذ يمكن تفهم مقاطعة سفير الجزائر في باريس أو مدريد لاحتفالات السفارة المغربية في العاصمتين ولكن ليس في الجزائر.
وتقاطع الجزائر كل الأنشطة الدبلوماسية المغربية أو تقلل من حضورها في المناسبات الدولية التي يحتضنها المغرب، وتطالب باعتذار المغرب عن تدنيس العلم الجزائري في القنصلية الجزائرية في الدار البيضاء يوةم 1 نوفمبر الماضي.
وكانت الحكومة الجزائرية قد رفضت الحكم الذي صدر في حق الشاب الذي قام بتدنيس العلم الجزائري، شهرين موقوفة التنفيذ واعتبرته فضيحة، وقررت يوم 8 ديسمبر الماضي تجميد معظم العلاقات الدبلوماسية مع المغرب.
وبدأت قضية العلم الجزائري تتحول الى أشبه عقدة جديدة في العلاقات الثنائية على شاكلة ما سببته وتستمر في التسبب فيه حرب الرمال سنة 1963.
مقال ذو صلة: قضية العلم تتحول الى عائق أمام العلاقات بين المغرب والجزائر