أقدمت الدولة المغربية على بناء سياج جديد في الحدود مع المغرب، وهذه المرة يمس ساكنة فكيك التي خرجت للتظاهر ضد هذا السياج وواصفة العمل بأنه بمثابة تحويلها الى غوانتانامو مغربية.
وبنى المغرب بعض السياجات خلال المدة الأخيرة تحت مبرر حماية الأمن القومي وعلى رأسها تعزيز سياج الإسبان حول مليلية بسياج مغربي يهدف الى وقف الهجرة، وهوس ياج يستفيد منه الإسبان. وبنى سياج آخر في الحدود الشمالية مع الجزائر، وانتقل هذه المرة الى بناء سياج مع فكيك في الجنوب.
وشرعت الدولة المغربية خلال الأسابيع الأخيرة في بناء السياج قريبا من المدينة، مما يساهم في عزلها عن أراض مغربية أخرى أو الرفع من المسافة للوصول إليها بحكم وقوع فكيك كخليج بري بالمحاذاة مع الحدود الجزائرية.
وكالعادة، يطرح بناء السياج في مدينة شبه معزولة جغرافيا واقتصاديا عن باقي المغرب تحديات كبرى، على رأسها تحدي مصادرة الأراضي، وتحدي الحفاظ على الساكنة فيها خاصة في ظل تراجع زراعة النخيل وعدم استفادتها سياحيا رغم تصنيفها كتراث عالمي.
وتحتج الساكنة بين الحين والآخر على هذا السياج ومنها عرائض حقوقية احتجاجية. وقامت يوم السبت الماضي بمناسبة 20 فبراير بتظاهرة ذات رمزية كبيرة، حيث تظاهر مئات السكان أمام تمثيلية وزارة الداخلية مطالبين بالكف عن تحويل فكيك الى غوانتانامو مغربية، حيث سكانها أصبحوا محاصرين.
ويكشف الكثير من ساكنة المدينة النشطاء عدم معارضتهم لحماية الأمن القومي ولكن رفض السلطات الاستماع الى مقترحات بديلة تجنب خسائر أكبر للساكنة وتحد من فضاء تحركها اجتماعيا واقتصاديا.
وأصدرت عشارت الجمعيات يوم الأحد بيانا تدين فيه السياسة الحكومية وتطالب بالرفع عن التعتيم الاعلامي والسياسي عن بناء السياج. وتشير الى أن سياسة الدولة تفسح المجال للجزائر للحصول على مزيد من الأراضي على حساب المغرب كما وقع سابقا.
وكما يقدم المغرب على بناء سياجات وخنادق بمبرر الأمن القومي وخاصة مواجهة الإرهاب، تقوم الجزائر بدورها ببناء سياجات وخنادق تحت ذريعة محاربة تهريب المخدرات والبنزين.
وبهذا، ففكيك التي كانت خارج الزمن المغربي بسبب تهميش العالم الجغرافي والتنموي لها، قد تفقد الكثير بسبب سياسة السياجات وترتفع فيها الهجرة، لتتحول الى مدينة من الماضي على شاكلة الديناصورات التي عاشت في المنطقة، وبقيت آثارها شهودا عليها.