أسباب اقتصادية وراء منح اسبانيا الجنسية لليهود من أصل أندلسي والموريسكيون المغاربة يطالبون بالمثل

لوحة تبرز عمليات طرد الموريسكيين من يهود ومسلمين من الأندلس

قررت اسبانيا والبرتغال منح الجنسية لليهود السفرديم الذين ينحدرون من أصول أندلسية بمجرد تقديم وثيقة بسيطة تدل على انتمائهم يما يعرف بالسفرديم، ويعتبر يهود منطقة المغرب العربي المرشحين للحصول على الجنسية في اقرب وقت. وينتج عن هذا القرار ارتفاع أصوات المسلمين من أصل موريسكي ومن المغرب أساسا الذين يطالبون بمعاملة بالمثل.

وكان الملك خوان كارلوس في زيارة الى إسرائيل منذ سنوات قد اعتذر لليهود عن عمليات الطرد التي لحقتهم بعد سقوط الأندلس. وفي أعقاب ذلك، قدمت اسبانيا تسهيلات إدارية كبيرة لليهود السفرديم باستعادتهم الجنسية الإسبانية. لكن هذه المرة، كشفت الحكومة الإسبانية يوم 7 من الشهر الجاري عن إجراءات مبسطة أكثر ولا تتطلب مدة زمنية بل فقط تقديم وثيقة من مجمع ديني يهودي في اسبانيا أو من الخارج يؤكد على انتماء الشخص الى اليود السفرديم.

وانضمت البرتغال الى المقترح الإسباني، وبدورها عرضت يوم الاثنين على اليهود السفرديم الحصول على الجنسية البرتغالية. وأكد هذا الخبر وزير السياحة البرتغالي أدولفو ماديكا في تيل أبيب خلال مشاركته في مهرجان سياحي.

ويعتبر يهود منطقة المغرب العربي من الذين سيقبلون على الجنسية بحكم أنهم الذين طردوا من اسبانيا والبرتغال نحو هذه المنطقة وخاصة المغرب، لكن في الوقت نفسه، قد يطالب بالجنسية يهود منطقة أمريكا اللاتينية خاصة الذين لا يرغبون في العودة الى إسرائيل ويرغبون في مغادرة دول أمريكا اللاتينية بسبب التطورات السياسية للأنظمة اليسارية الحاكمة.

وأكدت حكومة مدريد أن الهدف من منح الجنسية هو تصحيح الخطأ التاريخي المتعلق بطرد اليهود، وتدافع البرتغال عن الأطروحة نفسها. وفي المقابل، ترى بعض المقالات الصحفية لا تستبعد أن العامل الحقيقي هو جلب رؤوس الأموال اليهودية بحكم أن اليهود أغنياء ومن شأن إقامتهم في اسبانيا خلق نشاط تجاري مع اليهود في باقي مناطق العالم. ويقدر عدد اليهود المنحدرين من الأندلس في 400 ألف حاليا.

وتسبب القرار الإسباني ولاحقا البرتغالي في ارتفاع أصوات المورسكيين المسلمين المطالبين بمعاملة بالمثل. ونشرت وكالة إيفي أول أمس تقريرا منذ يومين يعالج مطالب المغاربة من أصل مورسيكي بالحصول على نفس الامتيازات التي منحتها اسبانيا لليهود السفرديم. وتؤكد الوكالة مطالبة بعض موريسكيين المغرب الملك خوان كارلوس مطالبين بإنصاف تاريخي وبالحق في الجنسية.

وكان المغرب قد استقبل أكبر موجه من الموريسكيين المطرودين بعد بدء سقوط السلطة الإسلامية في اسبانيا والبرتغال، وكانت أكبر عملية للطرد هي التي جرى تسجيلها سنة 1609 عندما قررت اسبانيا وقتها طرد كل المنحدرين من أصول مسلمة ويهودية وإن كان البعض منهم قد اعتنق المسيحية.

مقالات ذات صلة

Sign In

Reset Your Password