تهدد الحكومة الجديدة في اليونان بزعامة حزب سيريزا اليساري باللجوء الى روسيا والصين للحصول على قروض مالية بتسهيلات بدل الاستمرار في الحصول على قروض من الغرب بشروط “مجحفة” وتمس “الكرامة الوطنية” كما يرى اليونانيون. ويعتبر هذا التوجه منعطفا يقلق الغرب بسبب عضوية اليونان فيه وبسبب فتح الباب أمام موسكو وبكين التدخل المباشر في شؤون الاتحاد الأوروبي.
وكانت اليونان قد شهدت يوم 25 يناير الماضي انتخابات تشريعية انتهت بفوز حزب سيريزا اليساري الراديكالي، وهو الحزب الذي حمل لواء وضع حد لشروط ترويكا: الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي والبنك المركزي الأوروبي التي تعاني منها.
وقام وزير المالية الجديد يانيس فروفاكيس بجولة شملت دول ومنها المانيا وفرنسا وإيطاليا وبريطانيا للتحدث عن إعادة جدولة ديون اليونان وكذلك ربط التسديد بالنمو الاقتصادي، وهو مفهوم جديد في تسديد الديون. ووجد تصلبا من بعض الدول على رأسها المانيا.
وصرح رئيس الحكومة إلكسيس تسيبراس يومه الخميس برفض حكومته التوصل بمزيد من “الأوامر” من الخارج على حساب الشعب اليوناني. وخرج الآلاف من اليونانيين ليلة الخميس للتنديد بمواقف المانيا والبنك المركزي الأوروبي.
ولا تقف حكومة اليونان مكتوفة الأيدي، فهي تلوح باللجوء الى الصين وروسيا للحصول على قروض مالية بشروط سهلة في الأداء. واستغل الرئيس الروسي فلادمير بوتين الوضع الحرج اليونان، وأجرى مباحثات يوم الخميس مع رئيس الحكومة تسيبراس، وعرض قروضا سهلة ودور الوساطة لأثينا في أزمة أوكرانيا والاتحاد الأوروبي. وسيزور رئيس حكومة اليونان موسكو خلال مايو المقبل.
وبدورها، تغازل الصين اليونان من خلال التعهد بتقديم قروض سهلة مقارنة مع شروط القروض من مؤسسات غربية مثل البنك المركزي الأوروبي وصندوق النقد الدولي.
وتعتبر اليونان عضوا في منظومة الغرب ومؤسساته مثل الاتحاد الأوروبي والحلف الأطلسي، ومن خلال الميل الى موسكو وبكين، فهي تقلق الغرب وخاصة الولايات المتحدة. وتطالب واشنطن من شركاءها الأوروبيين التعامل بذكاء مع اليونان لتفادي ميلها لموسكو وبكين، فهي تدرك أن التعاون الاقتصادي في وقت الأزمات سيجر الى التعاون العسكري والدبلوماسي.وتتخوف واشنطن من أن تشكل اليونان سابقة بحكم أن دول أوروبا الشرقية انضمت الى الغرب سواء الاتحاد الأوروبي أو الحلف الأطلسي والآن قد يحصل العكس مع اليونان.
ورغم صعوبة هذا السيناريو، فهو لا يدخل في باب المستحيل، لهذا ترتفع أصوات داخل الغرب أنه بمجرد ميل اليونان الى موسكو يجب تعليق عضويتها في الحلف الأطلسي وطردها من العملة الموحدة اليورو.
وهكذا، تضع اليونان الغرب في موقف حرج للغاية بعدما جعلت حكومة جديدة كرامة شعبها فوق شروط المؤسسات المالية الدولية.