انتهت الانتخابات التشريعية الخاصة بحكومة الحكم الذاتي في الأندلس بفوز الحزب الاشتراكي كما كان منتظرا، ولكن ليس بالأغلبية المطلقة، كما تميزت باقتحام حزب بوديموس المشهد السياسي بقوة بعدما تحول الى القوة السياسية الثالثة، في حين احتل الحزب الشعبي المركز الثاني مسجلا تراجعا كبيرا. وهذه الانتخابات تعتبر مؤشرا على الخريطة العامة للبلاد.
وهذه الانتخابات التي جرت يومه الأحد 22 مارس الجاري، هي انتخابات مبكرة بسبب الخلاف الذي كان بين الحزب الاشتراكي واليسار الموحد على قضايا متعددة. وجاءت النتائج على الشكل التالي: الحزب الاشتراكي في المركز الأول ب 47 مقعدا، وهي المقاعد نفسها التي كانت له في انتخابات سنة 2012.
وحقق الحزب الشعبي المركز الثاني ب 33 مقعدا، متراجعا ب 17 مقعدا عن سنة 2012 عندما حقق 50 مقعدا، ولم يتمكن من الحكم بسبب الائتلاف بين الحزب الاشتراكي واليسار الموحد. هذا الأخير احتل المركز الخامس بخمسة مقاعد بينما كان في السابق له 12 مقعدا.
وحقق حزب بوديموس 15 مقعدا، وهي أول انتخابات تشريعية يشارك فيها في اسبانيا، وتعتبر هذه النتيجة مشرفة للغاية، إذ لا تعتبر منطقة الأندلس من المناطق التي يحظى فيها بتعاطف كبير. ويذكر أن استطلاعات الرأي تمنح لحزب بوديموس المركز الأول في الانتخابات الوطنية.
واحتل حزب “سيودادانوس” المركز الرابع بتسعة مقاعد، وهو حزب ليبرالي من كتالونيا، ويشارك لأول مرة في انتخابات خارج كتالونيا.
وتحوز هذه الانتخابات على اهتمام خاص في اسبانيا لأنها أول انتخابات سنة 2015 وفي إقليم كبير، ورغم أن القوى السياسية الكلاسيكية متجذرة مقارنة مع باقي الأقاليم، فقد استطاع حزب بوديموس تحقيق المركز الثالث. وبهذا، تؤكد هذه الانتخابات بداية انهيار الثنائية الحزبية التي حكمت في اسبانيا منذ الانتقال الديمقراطي بين يسار يتزعمه الحزب الاشتراكي ويمين بزعامة الحزب الشعبي.
مشاركة المغاربة
وشارك المغاربة الحاملين للجنسية الإسبانية بكثافة في هذه الانتخابات التشريعية الخاصة بالأندلس، حسبما رصدت ألف بوست في مدن مثل غرناطة واشبيلية ومالقا. و عدد المغاربة الذين يحق لهم التصويت في الأندلس لا يتجاوز 12 ألف، وهو رقم ضعيف مقارنة مع مغاربة كتالونيا الذين يحق لهم التصويت. ولكن هذه أول مرة يقبلون بكثافة على التصويت عكس الانتخابات السابقة.
ومن خلال استطلاع آراء المغاربة، كان أغلبهم يعترف بالتصويت لصالح أحزاب اليسار وعلى رأسها حزب بوديموس الذي يتبنى موقفا إيجابيا تجاه الهجرة وخاصة الإدماج.
وتعتبر الأندلس من أهم الأقاليم الإسبانية للمغرب بسبب ملفات شائكة مثل الدعم للقوى السياسية الأندلسية لجبهة البوليساريو، والمواجهة على خلفية الصادرات الزراعية المغربية لأسواق الاتحاد الأوروبي علاوة على الهجرة.