تعتقد اسبانيا في أن قرار المغرب السماح للمهاجرين الأفارقة بالتوجه بحرا الى شواطئ الأندلس في أكبر موجة من القوارب حدث في ظرف زمني محدود وهو 48 ساعة هو تنبيه الى الاتحاد الأوروبي بإيلاء مكافحة الهجرة أهمية بعد تراجع الاهتمام، ولكنه فعل ذلك دون المغامرة بالعلاقات مع مدريد.
ولا يجد المهتمون بالهجرة تفسيرا حول كيفية انطلاق 125 قاربا على متنها أكثر من 1200 مهاجر من شواطئ المغرب نحو اسبانيا يومي الاثنين والثلاثاء من الأسبوع الجاري في وقت يمتلك فيه المغرب دوريات متطورة ويعلن حالة طوارئ بسبب مكافحة الإرهاب. واكتفى المغرب بالقول بوقوع خلل في المراقبة البحرية.
وتذهب التفسيرات الى أن الأمر يتعلق برسالة الى الاتحاد الأوروبي عبر اسبانيا لكي يساعد المغرب ماليا ولوجستيكيا في مواجهة هذه الزاهرة. ومما يؤيد صحة هذه الفرضية، هو قيام رئيس الحكومة الإسبانية ماريانو راخوي يوم الخميس بمطالبة الاتحاد الأوروبي بالاهتمام بالهجرة القادمة من مضيق جبل طارق ومدينتي سبتة ومليلية المحتلتين.
ونشرت جريدة الموندو في عدد أمس مقالا تؤكد فيه أن المغرب تدارك هذا وضع الخلل، وتشير الى أن المغرب لا يمكنه المغامرة بتأزيم العلاقات مع اسبانيا في وقت توترت علاقاته مع دول الجوار وهي فرنسا وموريتانيا والجزائر.
وتعتمد الجريدة في تحليلها على حرص المغرب على العلاقات مع مدريد، حيث تبرز معطيات العلاقات الثنائية تقديم المغرب تسهيلات بل ويصمت على ملفات مثل سبتة ومليلية. وعمليا، إذا توترت علاقاته مع اسبانيا، وقتها سيكون الأمر مقلقا للدبلوماسية المغربية لأن المغرب سيعاني من الانعزال إقليميا.