اجتمع المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة كريستوفر روس في الجزائر بعدد من المسؤولين على رأسهم الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، وقضى خمسة أيام في هذا البلد وتزامن وجوده مع وجود زعيم البوليساريو محمد عبد العزيز، الأمر الذي يشير الى لقاءات غير عادية قبل تقديم المسؤول الأممي تقريره الى مجلس الأمن.
وكان كريستوفر روس قد حل بالمغرب منذ قرابة أسبوعين، وانتقل بعدها الى موريتانيا ومخيمات تندوف وحل بالجزائر يوم الأربعاء الماضي، حيث قضى خمسة أيام، وهي أطلو مدة يقضيها في جولته في بلد معين.
والتقى خلال زيارته بعدد من المسوؤلين الجزائريين على رأسهم الرئيس بوتفليقة ووزير الخارجية رمطان لعمامرة ثم الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربة والإفريقية عبد القادر مساهل. وزيارة كريستوفر روس تثير الكثير من التساؤلات لأسباب متعددة، أبرزها:
أولا، قضاءه خمسة أيام في دولة تعتبرها الأمم المتحدة ملاحظة في النزاع رغم تورطها المباشر. وهذه المدة الزمنية قد تعني وجود مباحثات حول تصور جديد للحل.
ثانيا، الاستقبال الذي خصصته له الجزائر بلقاء ثلاثة مسؤولين على رأسهم الرئيس نفسه، مقابل تقليل المغرب من زيارة روس بعدما استقبله وزير الخارجية صلاح الدين مزوار دون الاجتماع بباقي المسؤولين وعلى رأسهم رئيس الحكومة عبد الإله ابنكيران.
ثالثا، استعداد الجزائر للزيارة مسبقا، بعدما اجتمع وزير الخارجية رمطان لعمامرة بسفراء دول الاتحاد الأوروبي المعتمدين في الجزائر، وبحث معهم نزاع الصحراء، وهذا يحصل لأول مرة.
رابعا، تواجد زعيم البوليساريو محمد عبد العزيز في الجزائر واجتماعه بالوزير الأول الجزائري عبد المالك سلال، وتفيد معطيات أن الأمر قد يتعلق بمتابعة عبد العزيز العلاج بسبب صعوبة التنفس، ولكن في الوقت ذاته لمتابعة ملف جولة كريستوفر روس عن قرب.
كل هذه المؤشرات توحي بأهمية الجولة الجديدة لكريستوفر روس، وتوحي كذلك بأهمية التقرير الذي سيقدمه الى مجلس الأمن الدولي خلال شهر أبريل المقبل. ويجري الحديث مسبقا عن استعادة روس لمقترحات سابقة مستوحاة من المشروعين اللذين قدمهما سابقا المبعوث الشخصي الأسبق ووزير الخارجية الأمريكي جيمس بيكر، ويحملان اسمه.