تحول رئيس الحكومة المغربية عبد الإله ابن كيران الى رئيس الدبلوماسية البروتوكولية بسبب اقتصار حضوره على مؤتمرات ولقاءات دعم مثلما حصل في حضوره الأخير في تونس، بينما لا يقوم بزيارات ثنائية ويوقع على اتفاقيات دولية عكس ما كان يحصل مع من سبقوه في المنصب.
وخلال المدة الأخيرة، مثل ابن كيران المغرب أو الملك في لقاءات دولية ومنها المؤتمر الأمريكي-الإفريقي ثم تنصيب رئيس تركيا الجديد طيب رجب أردوغان وخلال الأسبوع الجاري في تونس في المؤتمر “استثمر في تونس، الديمقراطية الناشئة”.
وتعتبر هذه المؤتمرات بروتوكولية قد يستحق البعض منها الحضور، لكن الملفت للنظر هو غيابه عن الزيارات الدبلوماسية المرتبطة بالتوقيع على الاتفاقيات الثنائية. وعمليا، يعتبر ابن كيران رئيس الحكومة الأقل زيارة للخارج وخاصة الزيارات النوعية، حيث لم يجري استقباله حتى الآن في أي عاصمة كبرى في زيارة ثنائية باستثناء زيارة بروتوكولية الى اسبانيا شهورا بعد توليه المنصب.
وكان الوزراء الأولون السابقون وخاصة عبد الرحمان اليوسفي من الأنشط على المستوى الدبلوماسية علاوة على عباس الفاسي الذي سبق وأن شغل منصب سفير المغرب في دول مثل فرنسا وتونس.
ويعود اقتصار دور ابن كيران خارجيا فقط على الدبلوماسية البروتوكولية الى سببين، الأول وهو تحجيم الدولة العميقة لدور ابن كيران وتخليه هو شخصيا على ممارسة مهامه المنصوص عليها دستوريا. وكانت ألف بوست قد كتبت مباشرة بعد تعيينه أن ابن كيران سيكون رئيس الحكومة الذي لا يتوفر جوازه على تأشيرة دبلوماسية، في إشارة الى تحجيم القصر لدوره في الخارج.
ويرتبط السبب الثاني بتوجه الدولة في الوقت الراهن حيث لا ترغب في تولي الواجهة الدبلوماسية سياسيا محافظا. في هذا الصدد، قام التغيير الحكومي على إقصاء سعد الدين العثماني من منصب الخارجية واستقدام وجه ليبرالي هو وصلاح الدين مزوار.