مقابل مشكل العشرات من المهاجرين الأفارقة الذين يتسربون بين الحين والآخر الى مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين، أصبحت سواحل إيطاليا قبلة رئيسية لمختلف المهاجرين من أفارقة ومغاربة وسوريين، وأنقذت البحرية الإيطالية خلال 48 ساعة الأخيرة أربعة آلاف مهاجر.
وأصبحت الهجرة الإفريقية انطلاقا من المغرب نحو اسبانيا سواء المدينتين المحتلتين أو سواحل الأندلس هامشية وثانوية مقارنة مع الهجرة نحو سواحل إيطاليا انطلاقا من مختلف سواحل الضفة الجنوبية للمتوسط وأساسا ليبيا وتونس، وبدأت تتخذ أبعادا غير مرتقبة في تاريخ الهجرة نحو أوروبا خلال 25 سنة الأخيرة، تاريخ ظهور قوارب الموت.
ونقلت وكالة أنسا الإيطالية عن ويزر الهجرة في حكومة روما أنجلينو ألفانو اليوم قوله أن “البحرية الإيطالية قد أنقذت خلال 48 ساعة الأخيرة قرابة أربعة آلاف مهاجر كانوا على متن وقوارب للهجرة انطلقت من ليبيا ومناطق أخرى وقصدت سواحل صقلية”. ويشكل هذا القرم قرابة 30% من مجموع المهاجرين الذين وصولا خلال الثلاثة أشهر الأخيرة الى إيطاليا
وبعدما كانت سواحل إيطاليا قد شهدت مأساة غرق 400 شخصا دفعة واحدة خلال نوفمبر الماضي، وضعت حكومة روما مخطط “مار نوستروم” لإنقاذ المهاجرين. وتؤكد حكومة روما أنها أنقذت آلاف الأرواح في المتوسط وعلى الاتحاد الأوروبي تحمل مسؤوليته بدل تقديم 80 مليون يورو مصاريف وكالة حماية حدود أوروبا.
وينبه وزير الداخلية الى الأبعاد الخطيرة للهجرة، مؤكدا “المعطيات التي تتوفر عليها حكومة روما تشير الى ما بين 300 ألف الى 600 ألف شخص يرغبون في الهجرة الى جنوب إيطاليا، وعلى الاتحاد الأوروبي التحرك”. وتؤكد إيطاليا أن هؤلاء يتكونون من أفارقة ومغاربة وتونسيين وجزائريين وكذلك لاجئين سوريين.
مغاربة ليبيا يتوجهون نحو إيطاليا
ويشكل المغاربة نسبة من المهاجرين الذين يصلون الى سواحل إيطاليا منذ سنتين وارتفع عددهم خلال السنة الشهور الأخيرة. وتؤكد مصادر مغربية تابعة للمهاجرين المغاربة في ليبيا لألف بوست “لا يتعلق الأمر بمغاربة يأتون من المغرب للانتقال عبر قوارب الموت الى إيطاليا، بل أساسا من المغاربة الذين يعيشون في ليبيا وبعد سقوط نظام القذافي لم يعد لهم مستقبلا في هذا البلد بسبب غياب الاستقرار”.