بدأ خيار الحرب يتراجع ضد نظام بشار الأسد دون أن يتم إلغاءه من الأجندة ويفسح المجال للمساعي الدبلوماسية في أعقاب قبول نظام دمشق مراقبة دولية للأسلحة الكيماوية.
والمعطى الجديد المتضمن في قبول دمشق مراقبة دولية لأسلحتها الكيماوية بدأ يغير نسبيا من سيناريو الحرب لصالح تسوية سياسية دبلوماسية دولية بدأت تقلل من الضربة العسكرية الأمريكية ضد نظام دمشق.
ويأتي خطاب الرئيس الأمريكي باراك أوباما الموجه الى شعبه مساء أمس الثلاثاء ليعزز من فرضية الحل السياسي لكن دون إلغاء الحل العسكري. ولم يتردد أوباما في خطابه من اتهام بشار السلد باستعمال السلاح الكيماوي يوم 21 أغسطس/آب الماضي والذي خلف مقتل 1400 شخصا تقريبا.
وقال الرئيس الامريكي متحدثا من البيت الابيض إنه قاوم لمدة طويلة الدعوات للقيام بعمل عسكري ضد النظام السوري لأنه لا يؤمن بأن من شأن استخدام القوة الخارجية تسوية حرب أهلية في أي بلد من البلدان. ولكنه قال إنه غير رأيه بعد الهجوم الكيمياوي.
وتابع قائلا إنه ما لم تتصد الولايات المتحدة و”المجتمع الدولي” لاستخدام النظام السوري لهذه الأسلحة، فهناك احتمال ان تهدد الاسلحة الكيمياوية حلفاء امريكا مثل تركيا والاردن واسرائيل في حال انتشار القتال من سوريا الى دول الجوار”.
واضاف انه بسبب التهديد العسكري الامريكي – ونتيجة للمفاوضات التي أجراها مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين – طرح الروس مشروع اخضاع السلاح الكيمياوي السوري للاشراف الدولي. وأكد ان الولايات المتحدة ستعمل بالتعاون مع روسيا لتنفيذ المشروع.
وقال إنه رحب بالمقترح الروسي كبديل للعمل العسكري، ولكنه اضاف انه ما زال من المبكر جدا التيقن من نجاح هذا المشروع.
وقال “ينبغي على أي اتفاق ان يتضمن آلية للتأكد من تنفيذ نظام الاسد التزاماته، ولكن هذا المشروع يتضمن امكانية ازالة التهديد الذي تشكله الاسلحة الكيمياوية دون اللجوء للقوة.”
وقال “مع ذلك، قررت تأجيل مناقشة موضوع ضرب سوريا في مجلس الشيوخ، من أجل منح المزيد من الوقت للجهود الدبلوماسية.”
وقال “انا مؤمن بعمق بالحلول السلمية، وان امريكا ليست شرطي العالم، وليس بوسعنا منع وقوع الفظائع في كل مكان، ولكن اذا تمكننا ببذل القليل من الجهود من منع وقوع مشاهد كالتي رأيناها في الحادي والعشرين من اغسطس، فانا اعتقد انه ينبغي علينا التصرف.”
الا انه اضاف انه قرر ابقاء القوات الامريكية على اهبة الاستعداد لمواصلة الضغط على نظام الرئيس السوري بشار الاسد، ومن اجل التصرف بسرعة في حال فشل الجهد الدبلوماسي.