قال مسؤول بالامم المتحدة ان العزل الطائفي للمسلمين في جمهورية أفريقيا الوسطى لحمايتهم من الميليشيات المسيحية يبين فشل العالم في التعامل مع أزمة طائفية تزداد عمقا.
وتسعى المنظمة الدولية إلى توفير الاف الجنود من قوات حفظ السلام لمهمتها في أفريقيا الوسطى.
واستولت جماعة سيليكا وغالبيتها مسلمون على السلطة منذ عام وارتكبت انتهاكات ضد الغالبية المسيحية من السكان وهو ما تسبب في اندلاع موجة من الهجمات الانتقامية التي ترتب عليها مقتل الاف الاشخاص وأجبار نحو مليون شخص على الفرار من منازلهم.
ورافقت قوات أجنبية الاف المسلمين الى منطقة آمنة نسبيا في شمال البلاد بينما فر الاف آخرون إلى دول مجاورة. وساعدت قوات حفظ السلام نحو 1300 مسلم على الخروج من العاصمة بانجي يوم الاحد مما أدى إلى أعمال نهب وازالة واحد من آخر جيوب المسلمين في العاصمة.
وقال جون جينج مدير العمليات بمكتب الامم المتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية “إنه فشل جماعي للمجتمع الدولي .. اننا غير قادرين على توفير الامن للناس في منازلهم.”
وقال “اذا بقي المسلمون فانهم سيقتلون على الارجح. اذا فروا فهذا ليس حلا. الفصل والعزل الطائفي في هذا البلد ليس حلا لكي يتقدم هذا البلد.”
وحذرت الامم المتحدة من أن الازمة يمكن أن تتحول إلى إبادة جماعية في المستعمرة الفرنسية سابقا الغنية بالموارد البالغ عدد سكانها 4.6 مليون نسمة. ويقول مسؤولو حقوق الانسان إن مناطق من هذا البلد تشهد “تطهيرا دينيا”.
واستمر العنف في أفريقيا الوسطى رغم وجود 2000 جندي فرنسي ونحو 5600 جندي من قوات الاتحاد الافريقي. وفي وقت سابق هذا الشهر فوض مجلس الامن التابع للامم المتحدة بنشر قوة تابعة للمنظمة الدولية يصل قوامها إلى عشرة الاف جندي و1800 شرطي.
وأشاد جينج بالقوات الافريقية والفرنسية لكنه قال “لديهم موارد محدودة ولا يمكنهم تقديم تغطية مطلوبة لبسط الامن في أنحاء البلاد.”
وقال “مشكلتنا الرئيسية” هي قلة الاعداد وعدم التحرك في التوقيت الصحيح.
وبينما تأمل الامم المتحدة في تحويل معظم قوات الإتحاد الافريقي المنتشرة حاليا في جمهورية أفريقيا الوسطى إلى قوات حفظ سلام تابعة لها تحتاج المنظمة العالمية إلى توفير الاف الجنود الاخرين للقوة الدولية التي ستنتقل اليها السلطة من القوات الافريقية يوم 15 سبتمبر ايلول.