دبلوماسية المغرب في مالي تتأثر سلبا بسبب تكوين أئمة وسياسة فرنسا “المضادة” للمسلمين في إفريقيا الوسطى

الملك محمد السادس في خطاب في باماكو عاصمة مالي خلال سبتمبر الماضي خلال مراسيم تنصيب الرئيس الجديد إبراهيم كيتا

تتعرض سياسية المغرب الجديدة في إفريقيا لبعض الانعكاسات السلبية على خلفية دينية في مالي بسبب رهان المغرب على نشر المذهب المالكي. ويتكرر الوضع وإن كان أقل حتى الآن في جمهورية إفريقيا الوسطى نتيجة الارتباط والتنسيق مع فرنسا في سياستها في هذا البلد، حيث يوجه المسلمون انتقادات لباريس لانحيازها المفترض للمسيحيين في النزاع القائم.

وعاد المغرب الى الساحة الإفريقية بشكل ملفت خلال السنة الأخيرة محاولا المساهمة في إرساء السلام في دول تعيش نزاعات. في هذا الصدد، ساهم المغرب بشكل فعال عسكريا وسياسيا في عملية “سرفال” العسكرية التي قادتها فرنسا لطرد تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي من مالي.

وقرر لاحقا المساهمة في نشر المذهب المالكي في مالي اعتقادا منه في محاربة التطرف الديني في هذا البلد. وتطبيقا لهذه الفكرة، قرر استقدام 500 إمام وتكوينهم في المغرب، حيث جرى استقدام أكثر من مائة حتى الآن.

وما كان يعتبر بمثابة مساهمة دينية لمواجهة التطرف تحول الى تدخل في الشؤون الدينية لمالي حيث ارتفعت أصوات تيارات دينية أخرى ومنها الوهابية، وفق الصحافة المحلية في مالي، تعتبر أن دستور البلاد علماني ولا يفضل بين المذاهب الدينية.

وتعتبر هذه التيارات وعلى رأسها الوهابية قبول دولة مالي تكوين أئمة في المغرب هو  مس بالتوازن الديني وعدم المحافظة على عدم الانحياز التي ينص عليه الدستور لأن التكوين يستفيد منه أئمة المذهب المالكي، وهو ما سيجعل هذا المذهب يتقوى في البلاد. ويطالب وهابيو مالي بوقف سياسة تكوين الأئمة في المغرب حفاظا على الدستور والتوازن بين المذاهب.

وفي ملف آخر  وبسبب العامل الديني، تتأثر صورة المغرب في جمهورية إفريقيا الوسطى بسبب تنسيقه مع فرنسا. ويتهم مسلمو هذا البلد الإفريقي باريس بالانحياز لصالح المليشيات المسيحية على حساب المسلمين. ونبه زعماء المسلمين مرات عديدة فرنسا الى خطورة هذا الانحياز لأنه قد يدفع الشباب الى التطرف.

ونشرت جريدة لوموند مقالات تحليلية متعددة تعالج فيه رؤية المسلمين للانحياز الفرنسي. وتنشر اليوم السبت ربورتاجا تحت عنوان “الهجرة الجماعية للمسلمين”، ونقلت تصريحات لمسلمي البلد يتهمون فرنسا بالانحياز للمسيحيين بل ويهدد البعض منهم بالتطرف مستقبلا لمواجهة هذا الانحياز.

ورغم ترخيص الأمم المتحدة لقوات عسكرية في جمهورية إفريقيا الوسطى إلا أن إعلان المغرب المشاركة جاء عبر باريس وفي خطوة تعطي الانطباع بالتنسيق الكلي مع فرنسا أكثر من تنفيذ لقرار أممي. وهذا التصور ينعكس سلبا على صورة المغرب في هذا البلد الإفريقي. ويعتبر مسلمو  جمهورية إفريقيا الوسطى أن القوات الوحيدة التي تقف مع المسلمين هي قوات تشاد.

مقالات ذات صلة

Sign In

Reset Your Password