فرنسا تنتظر دعم أوروبا بعدما وجدت نفسها وسط حرب مسيحية-إسلامية في جمهورية إفريقيا الوسطى

الرئيس الفرنسي فرانسوا هولند

يحاول الاتحاد الأوروبي مساعدة فرنسا في تدخلها في جمهورية إفريقيا الوسطى بمعالجة الأوضاع المتفجرة في هذا البلد الإفريقي لاسيما بعدما بدأت تجد باريس نفسها في حرب مواجهة بين المسيحيين والمسلمين، ويتهمها هؤلاء بدعم المسيحيين. ويتبين مع مرور الوقت اختلاف تقدير باريس للتدخل واختلاف الوضع مع عملياتها العسكرية في مالي التي حظبت بترحيب دول الجوار.

ويدرس وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي اليوم الاثنين في بروكسيل المساعدات التي يمكن تقديمها الى فرنسا لمساعدتها في إرساء السلام في جمهورية إفريقيا الوسطى. وكانت فرنسا قد تدخلت غسكريا في هذا البلد يوم 5 ديسمبر الماضي بترخيص من الأمم المتحدة بعد شبح حرب أهلية دينية طاحنة بين المسيحيين والمسلمين.

وترفض أغلب الدول الأوروبية إرسال جنود لها الى هذا النزاع وتفضل الدعم السياسي واللوجيستي. ومن بين المفارقات المسجلة في موقف الأوروبيين في هذا الملف، تصريحات وزير الخارجية الألماني فرانك مايير ستانمير لجريدة “فرانكفورتر ألمني سونتاغسزتونغ” أمس الأحد بقوله  “لا يمكن أن نترك فرنسا وحيدة في جمهورية إفريقيا الوسطى”، ولكنه في المقابلة الصحفية نفسها رفض إرسال جنود الى هذا البلد الإفريقي رغم أن الأمر يتعلق بعملية رخصت لها الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي.

وتبدو الدول الأوروبية المطلة على البحر الأبيض المتوسط مثل اسبانيا وإيطاليا الأكثر استعدادا لمساعدة فرنسا بل أن حكومة مدريد قد اتخذت قرارا بتقديم مساعدات لوجيستية هامة. ويعود تعاون دول جنوب أوروبا الى خوفها من تأثر أمنها القومي بهذه النزاعات بسبب احتمال انتقال متطرفين وكذلك بسبب ارتفاع ظاهرة المهاجرين غير النظاميين.

وذهب مقالات تحليلية في الصحافة الفرنسية الى التركيز على ضرورة مشاركة دول أوروبية في هذه المهمة لاسيما بعدما وجدت باريس نفسها أمام حرب بين المسلمين والمسيحيين ووسط اتهامات يوجهها لها المسلمون بميلها عسكريا الى المليشيات المسيحية في البلاد على حساب اضطهاد المسلمين. وكان سفير فرنسا في الأمم المتحدة قد أكد منذ يومين عدم تقييم حكومة بلاده للمستوى الخطير للمواجهات بين الاثنيات والديانات في جمهورية إفريقيا الوسطى.

ومن شأن تدويل الملف أكثر على مستوى حضور القوات العسكرية الدولية أن يقلل التركيز على القوات الفرنسية وامتصاص غضب المسلمين الذي بدأ الكثير منهم في مغادرة العاصمة بانغي وإعادة ثقتهم في التدخل الدولي.

ونشرت جريدة لوموند مقالات تحليلية متعددة تعالج فيه رؤية المسلمين للانحياز الفرنسي ومنها تجريد المسلمين في العاصمة بانغي دون توفير الأمن لهم مما يجعلهم عرضة لهجمات مليشيات “أنتي بلاكا”. وآخر ما نشرته هذه الجريدة أول أمس السبت ربورتاجا تحت عنوان “الهجرة الجماعية للمسلمين”، ونقلت تصريحات لمسلمي البلد يتهمون فرنسا بالانحياز للمسيحيين بل ويهدد البعض منهم بالتطرف مستقبلا لمواجهة هذا الانحياز.

مقالات ذات صلة

Sign In

Reset Your Password