أكد زكريا مومني بطل العالم في كيك بوكسينغ أنه رفع دعوى ضد منير الماجيدي الكاتب الخاص للملك محمد السادس خلال فبراير الماضي بسبب ما تسبب له من تعذيب على يد الأجهزة الأمنية. وتأتي رسالة مومني الموجهة الى الملك ردا على ما كتبته المجلة الفرنسية المتخصصة في “الشؤون الإفريقية” جون أفريك بأن زكريا مومني قد يكون رفع الدعوى خلال يونيو الماضي وبإيعاز من عضو من العائلة الملكية الذي هو الأمير هشام ابن عم الملك محمد السادس.
وتعود وقائع هذا الحادث الى سنة 2006 عندما رغب زكريا مومني الالتحاق بوزارة الرياضة بموجب مرسوم يخول لأبطال العالم ذلك، ووعده الملك بذلك وأحال الملف على كاتبه الخاص منير الماجيدي، هذا الأخير تبنى مواقف غامضة وانتهى المطاف بزكريا في السجن بتهمة فرضية النصب في الهجرة السرية. وتناولت منظمات دولية ملف زكريا مومني ومنها منظمة العفو الدولية التي اختارته طيلة سنتين للضغط على المغرب لوضع نهاية للتعذيب.
ونشرت مجلة جون أفريك المقال حول الأمير زكريا والماجيدي بدون توقيع، وقدمت معطيات عن الدعوى مدعية أن زكريا مومني قد يكون رفعها ضد منير الماجيدي. مشيرة الى أن الهدف كان هو محاولة مفاجأة الكاتب الخاص للملك عند وصوله لفرنسا من أجل اعتقاله وإحداث ضجة. ويبقى المثير في مقال جون أفريك أنها تدرك بوجود الدعوى منذ فبراير الماضي لأن سفارة المغرب توصلت بنص الدعوى التي فيها اسم منير الماجيدي متهما رئيسيا، لكن جون أفريك خالفت الوقائع ورفضت نشر توضيحا من زكريا مومني، وبالتالي هذا يبرز محاولة توريط الأمير هشام في ملف يعود الى سنة 2006 وتسبب فيه الكاتب الخاص للملك.
وبعد التلاعب من جون أفريك، وجه زكريا مومني ليلة الأحد الماضي رسالة مفتوحة الى الملك والى الرأي العام المغربي يكذّب فيها مقال المجلة ويبرز فيها المعطيات الحقيقية بشأن الدعوى ضد منير الماجيدي، الكاتب الخاص للملك. ومن أهم النقاط الواردة في الرسالة:
-يؤكد زكريا مومني تقديم الدعوى ضد منير الماجيدي يوم 21 فبراير الماضي، حيث يعتبر الكاتب الخاص للملك المسؤول عن تعذيبه وهو الذي طلب من المخابرات اعتقاله وتعذيبه، بينما يعتبر عبد اللطيف الحموشي منفذا فقط لتعليمات كاتب الملك، محملا بهذا الماجيدي المسؤولية الرئيسية في التعذيب.
-يؤكد زكريا مومني تقديم الدعوى ليس فقط أمام القضاء الفرنسي بل وكذلك دول أوروبية أخرى والقضاء الأمريكي. تأكيد زكريا مومني في أكثر من مرة في تصريحات أنه قدم الدعوى أمام المحكمة المختصة في جرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب في باريس وليس في المحكمة الابتدائية لباريس، وهي دعوى منفصلة ولا علاقة بها بالدعاوي التي رفعها فرنسيون من أصل مغربي آخرون ضد مدير المخابرات الحموشي.
-يطلع زكريا مومني الملك والرأي العام المغربي على الاتصالات التي أجراها معه عدد من المسؤولين المغاربة ومن ضمنهم وزير الداخلية السابق محند لعنصر ومدير البروتكول، ويعرض على الملك مده بالتسجيلات ليتأكد من الأدلة.
-يؤكد زكريا مومني لا علاقة له بالأمير هشام سوى لقاء عابر خلال يونيو الماضي عندما كان مسؤولا عن أمن فندق فوكيت الذي نزل فيه الأمير وسط باريس، بينما الدعوى جرى وضعها خلال فبراير الماضي عندما لم يكن قد التقى الأمير بعد.
ومن أهم الفقرات الواردة في الرسالة التي نشرت بالفرنسية في جدار فايسبوك زكريا مومني ما يلي، يقول مخاطبا الملك:
“إن محيطكم يعج بالكذابين وعديمي الكفاءة، مثل وزيركم محند لعنصر الذي زعمَ في البداية أنه لا يعرفني وبعد أسبوع واحد اعترف أنه تحدث معي ودعاني للقاء معكم.
أنا مواطن صادق ولقد برهنتُ على ذلك، وقد مثلتُ المغرب أفضل من المقربين منكم، وأصبحت بطل العالم في رياضتي ورفعتُ العلم المغربي بفخر. ولكن بلدي، وبالضبط المؤسسات المغربية التي تشتغل بأوامركم، وحاشيتكم المقربة، خذلتني وخانتني.
إذا كنتَم ترغبون في وقف هذه المهزلة البئيسة والمضطربة، والمسرحية الفاشلة، فاعلم أني أتوفر على كافة التسجيلات الصوتية لكل مكالماتي على جميع المستويات، من المبعوث البسيط إلى الوزير إلى مدير تشريفاتكم الملكية.
أنا أسعى وأطمح إلى إعادة الاعتبار لنفسي بعد كل ما لحقني. لا أتلقى الأوامر من أحد ولا أتحرك لحساب أية جهة، ولذلك فإن كثرة اللغط عن نواياي يسيء لكم. لقد قرأت في الصحافة المخزنية كثيرا من السخافات منها أني أعمل لحساب المخابرات الجزائرية، ثم المخابرات الفرنسية، واليوم لحساب الأمير هشام.
عندما يكون الحق في جانب المرء، ويمتلك كل الأدلة عما يدعيه، وهو حالي اليوم، فإنه لا يخشى اللجوء إلى القضاء.
أعتقد أنكم تعرفون تماما وأكثر من غيركم أين تكمن الحقيقة، والدليل أنكم بنفسكم كلفتَم في أول الأمر وزير الداخلية محند لعنصر ومدير التشريفات الملكية عبد الجواد بلحاج لتدارك الظلم الذي لحق بي وإنصافي”.