أقدمت إدارة موقع التواصل الاجتماعي تويتر على تجميد حساب القرصان كريس كولمان الذي يسرب وثائق الخارجية والمخابرات العسكرية المغربية بسبب حساسية الوثائق التي نشرها خلال الأيام الأخيرة وتعرض حياة بعض الأشخاص للخط. ويتزامن هذا مع تعهد وزير الخارجية المغربي صلاح الدين مزوار تقديم توضيحات في البرلمان حول ملف التسريبات.
ويسرب كريس كولمان منذ بداية أكتوبر الماضي وثائق سرية للخارجية المغربية وأخرى للمخابرات العسكرية وأغلبها حسابات بريدية إلكترونية في الحالة الثانية. ولم ينف المغرب صحة الوثائق السرية، وإن كانت هناك شكوك نسبية حول مضمون بعض الإيمايلات، استنادا الى تصريحات من وردت أسماءهم في هذه الحسابات.
ومنذ الاثنين الماضي، قام كولمان بتسريب معطيات حساسة قد تعرض الأسماء الواردة فيها للخطر أو على الأقل خلق مشاكل عويصة لهم. ويتعلق الأمر بوثيقة رسمية موجهة الى المخابرات العسكرية تتضمن اسم مسؤول صحراوي في البوليساريو اشتغل سابقا في مجال الدبلوماسية يقدم للمغرب معلومات حول الوضع داخل جبهة البوليساريو. ومن شأن هذه المعلومات التسبب في اعتقال هذا الشخص.
وبدأت بعض مواقع البوليساريو يومه الأربعاء تتحدث عن خيانة وسط مسؤولي الجبهة وتطالب بفتح تحقيق بعد نشر هذه الوثيقة.
في الوقت ذاته، سرب كريس كولمان عشرات من البريد الالكتروني لمغربية تعاملت سابقا مع وكالة تواصل تعاقدت معها مؤسسات الدولة، ويعتقد أن منها المخابرات للدفاع عن مغربية الصحراء في دول مثل اسبانيا وإيطاليا. ووضعية هذه المغربية شائكة لأنها متزوجة من دبلوماسي غربي.
ووفق قواعد النشر في تويتر، لا يحق نشر أخبار تمس شرف الناس وخاصة إذا جرى تعريض حياتهم للخطر، كما يحدث في الحالة الأولى أساسا، وبالتالي أقدمت تويتر على حذف هذا الحساب.
وهذه هي المرة الثانية التي تحذف فيها تويتر الحساب، وكانت المرة الأولى خلال أكتوبر الماضي بعد احتجاج جهات مغربية، لكن موقع التواصل الاجتماعي عاد وسمح لكريس كولمان بفتح الحساب بعد مفاوضات.
ومن جهة أخرى، أكد مزوار يومه الثلاثاء من الأسبوع الجاري مثوله أمام البرلمان بعدما كان يوم 910ديسمبر الماضي قد اتهم في جلسة للجنة الدفاع والخارجية الجزائر بالوقوف وراء التسريبات وتراجع نسبيا في حوار مع جون أفريك مشددا على “جهات معادية” للمغرب.
وهناك تساؤلات حول نوعية التوضيحات التي سيقدمها مزوار الى البرلمانيين والرأي العام المغربي، هل هي مجرد تقديرات وتخمينات أم اتهام جهات معينة بناء على معطيات تقنية وتحاليل استخباراتية دقيقة. تذهب التحاليل حتى الآن الى منحنيات ثلاثة، وهي:
-احتمال نجاح جبهة البوليساريو بدعم من مجموعة أنونيموس في اختراق حسابات بريدية لمسؤولين مغاربة من المخابرات.
-اختراق المخابرات الجزائرية لقاعدة بيانات وزارة الخارجية وحسابات بريدية إلكترونية لمسؤولين مغاربة.
-تسريب تيار في المخابرات الفرنسية هذه الوثائق كرد فعل على قيام جهات مغربية بتسريب هوية مديرة المخابرات الخارجية الفرنسية في الرباط، التي اضطرت الى مغادرة المغرب مباشرة بعد ظهور اسمها، علما أنها معتمدة رسميا لدى الخارجية والمخابرات العسكرية في المغرب.
وفي ظل غياب توضيح رسمي معزز بتقارير تقوم على معطيات تقنية وتحاليل استخباراتية، ستبقى كل الفرضيات واردة.