صادقت وكالة التعاون الأمن والدفاع الأمريكية على بيع المغرب معدات حربية بقيمة 157 مليون دولار تتعلق بصواريخ مضادة للدبابات، وأحالت وزارة الخارجية الطلب على الكونغرس لدراسته والمصادقة عليه.
صفقة في انتظار المصادقة النهائية
وأعلنت الوكالة المذكورة والمرتبطة بالبنتاغون في بداية الأسبوع الجاري مصادقتها على طلب المغرب بداية الأسبوع الجاري. ويتضمن طلب المغرب قاذفات أو صواريخ صغيرة موجهة ضد الدبابات والمدرعات تحمل اسم “تاو” وهي ِ TOW 2 صنف BGM-71E-4B-RF التي تقوم بتصنيعها شركة رايتون. وطلب المغرب 600 من صواريخ تاو وسبعة أخرى سيقوم الجيش المغربي بتجربتها.
وتتضمن الصفقة 300 من المنصات لإطلاق هذه الصواريخ وهي منصات قد يتم تركيبها على مدرعات M-113 أو السيارات العسكرية HMMWV وكلاهما من صنع أمريكي ويتوفر عليهما المغرب. وهذا يمنح للجيش المغربي ميزة التحرك السريع بسرعة نشر هذه الصواريخ في المناطق الجغرافية مصدر الخطر.
وتبلغ القيمة الإجمالية للصفقة العسكرية 157 مليون دولار بما فيه مناورات التجربة وتدريب أطر الجيش المغربي.
وفي التقرير الذي قدمته وكالة التعاون والأمن والدفاع الأمريكية واطلعت عليه ألف بوست هو أن هذه الصفقة تهدف الى تحديث العتاد العسكري في المغرب، ولا تمس الصفقة بميزان القوى العسكرية في المنطقة التي يقع فيها المغرب.
في الوقت ذاته، يبرر التقرير الصفقة بكونها تصب في مصلحة الأمن القومي الأمريكي لأنها تدعم دولة صديقة مثل المغرب وحليفة للحلف الأطلسي. ويقول التقرير بعدم انتهاء الصفقة بل تتطلب مصادقة الكونغرس الأمريكي عليها.
وتتوفر عدد من الدول على هذه الصواريخ مثل إسرائيل والكويت والأرجنتين والأردن والعربية السعودية التي فوتتها الى جماعات متطرفة في سوريا. كما يتوفر المغرب عليها، ولكن من نسخ قديمة، كما يتوفر على صواريخ مشابهة من صنع فرنسي-ألماني وهي HOT.
مواجهة الدبابات الجزائرية
وتقدم المغرب بطلب الى الولايات المتحدة الأمريكية للحصول عل هذا السلاح الفعال ضد جميع أنواع الدبابات في العالم بسبب الصفقة التي أبرمتها الجزائر مع روسيا وهي اقتناء 185 دبابة من نوع T90 ، وتسلمتها السنة الماضية وانضافت الى أكثر من مائتي دبابة من النوع نفسه وتوقيع صفقة أخرى سيتم بموجبها تركيب 200 دبابات من النوع نفسه في الجزائر.
وهذا يمنح للجزائر تفوقا ملحوظا في الدبابات، مما جعل المغرب يبادر الى شراء صواريخ مضادة للدبابات وهي TOW 2 لخلق توازن في الميزان العسكري.
ويوجد سباق تسلح قوي بين البلدين منذ عشر سنوات، يترجم في الصفقات العسكرية المتلاحقة .
وعلاقة بالصواريخ في مواجهة الدبابات، كانت الحرب التي دارت بين حزب الله وإسرائيل سنة 2006 قد كشفت أهمية الصواريخ في إيقاف الدبابات، حيث نجح أفراد حزب الله في إعطاب أكثر من مائة دبابة من نوع ميركافا المتطورة.، وهو ما اعتبره الكثير من المهتمين بالأسلحة منعطفا.
بدائل تاو
في الوقت ذاته، تعتبر صفقة الصواريخ هامة وتمنح توازنا للجيش المغربي. ويبقى المظهر السلبي هو غلاء هذه الصواريخ التي تكلف خمسين ألف دولار بدون منصة. وتوجد أسلحة ذكية للغاية وأقل تكلفة بكثير وتقترب فعاليتها من هذه الصواريخ وهي صواريخ AT-4 السويدية الصنع التي لا تتجاوز تكلفتها 1500 دولار. وتستطيع أربعة صواريخ شل حركة دبابة. ونجحت إيران في اقتباس هذه الصواريخ وجربها حزب الله في مواجهة إسرائيل سنة 2006.
لكن السويد ترفض بيع مثل هذه الأسلحة الصغيرة والذكية وذات المفعول القوي للدول العربية والتي تشهد نزاعات مثل المغرب بسبب الصحراء. وتعتبر الولايات المتحدة من أبرز زبائن السويد في شراء هذه الصواريخ التي تصنعها صواريخ ساب والأكثر استعمالا من طرف كوماندوهات القوات الخاصة. وكان الجيش الأمريكي قد استعملها في غزو العراق أكثر من صواريخ تاو في مواجهة الدبابات العراقية.