حساسية مشاركة الجنود المغاربة في جمهورية إفريقيا الوسطى بعد اتهام مسلمي هذا البلد لفرنسا بدعم المسيحيين على حسابهم

صورة من تظاهرة المسلمين في بانغي أمس/أ ف ب

تظاهر الآلاف من مسلمي جمهورية إفريقيا الوسطى في العاصمة بانغي مساء أمس الأحد ضد التدخل العسكري الأجنبي في هذا البلد وأساسا فرنسا وهو التدخل الذي تشارك فيه قوات عسكرية مغربية. وينتقد المسلمون فرنسا وبعض القوات لما يصفونه بالانحياز للمسيحيين على حساب المسلمين، وهذا الانحياز يجعل المشاركة المغربية ذات حساسية جدا.

وأوردت مواقع إخبارية في إفريقيا الوسطى ومنها “جورنال بانغي” الصادر في العاصمة أن المتظاهرين هم من المتعاطفين مع الحركة الإسلامية سليكا التي كانت قد شاركت مع قوى أخرى في الانقلاب ضد السلطة خلال مارس الماضي. وجاءت التظاهرة في أعقاب مقتل ثلاثة من أفراد هذه الجماعة في مواجهة مع القوات الفرنسية عندما كانت تقوم بنزع أسلحتهم.

وجرت التظاهرة بشكل سلمي في أكبر شوارع بانغي ولم تسجل مواجهات، ورفع المتظاهرون شعارات ضد التدخل الأجنبي وركزوا على فرنسا أساسا، كما رددوا شعارات يصفون فيها الرئيس الفرنسي فرانسوا هولند “بالمجرم”.

ويتهم مسلمو إفريقيا الوسطى وخاصة في بانغي أن الجنود الأجانب وخاصة الفرنسيين جردوا مقاتلي سليكا من الأسلحة وتركوهم فريسة سهلة للمليشيات المسيحية التي تعرف ب “أنتي بلاكا” والتي تشكل الأغلبية في العاصمة.

وتعيش إفريقيا الوسطى مشاكل سياسية تطورت الى مواجهات بين المسلمين والمسيحيين وخلفت آلاف القتلى ونسبة كبيرة من النازحين تجاوز 700 ألف.

ويشارك المغرب بقوات عسكرية ضمن القوات الأجنبية لإرساء السلام في جمهورية إفريقيا الوسطى. وكان الملك محمد السادس قد أعلن يوم 7 ديسمبر الجاري إرسال هذه القوات بعد قرار مجلس الأمن بالترخيص بقوات أجنبية لحفظ السلام.

ولم تعلن السلطات المغربية عن نسبة الجنود المغاربة المشاركين في هذه العملية ولا عن مكان تمركزهم في إفريقيا الوسطى وهل هم تحت القيادة الفرنسية.

وتعتبر مشاركة المغرب حساسة للغاية، فهو البلد الإسلامي الذي يشارك الى جانب فرنسا، بينما مسلمو هذا البلد يعتبرون فرنسا قوة مضادة لهم. ونقلت جريدة “جورنال بانغي” نقلت منذ يومين مشاعر الغضب التي تسيطر على القوات التشادية التي تشارك ضمن قوات إفريقية لأنها تعتقد أن القوات الفرنسية لا تعمل على تجريد المليشيات المسيحية من أسلحتها بل تركز فقط على المسلمة.

ونشرت جريدة لوموند مقالا منذ ثلاثة أيام تؤكد فيه أن القوات الفرنسية لا تعمل على تجريد المليشيات المسيحية من أسلحتها بل وجرى تدمير مسجد في العاصمة بانغي. وتنقل عن هؤلاء المقاتلين أنهم لا يرغبون في الإسلام في جمهورية إفريقيا الوسطى. الجريدة نفسها تؤكد أن المسلمين قبلوا بتسليم الأسلحة والانسحاب.

في الوقت نفسه، لا يرتاح رئيس جمهورية إفريقيا الوسطى ميشيل دجوتوديا، وهو رئيس المرحلة الانتقالية للدور الفرنسي ويعتبره لصالح الرئيس السابق فرانسوا بوزيزي الذي كان “رجل فرنسا” في هذه الجمهورية حتى فراره الى بنين خلال مارس الماضي بعدما نشبت مواجهات بين قواته وقوات سليكا، هذه الأخيرة التي اتهمته بعدم احترام الاتفاقيات الموقعة سابقا.

ولا يعتنق مسلمو جمهورية إفريقيا الوسطى الأفكار المتطرفة بل يعتبرون من السنيين المعتدلين، ويبقى مشكلهم في النزاع القائم مع المسيحيين.

مقالات ذات صلة

Sign In

Reset Your Password