القافلة العسكرية الروسية الأضخم في التاريخ قد تهدف الى تقسيم أوكرانيا

القافلة العسكرية

تتوجه قافلة عسكرية روسية طولها أكثر من ستين كلم نحو كييف وتعد من أكبر القوافل العسكرية في التاريخ، لكن المثير في الأمر أنها لم تتعرض لهجمات قاتلة من القوات الأوكرانية، مما يؤكد تدهور البنية العسكرية لهذا البلد. وتثير القافلة الكثير من التخمينات وقد يكون هدفها هو تقسيم أوكرانيا الى شرقية تابعة للنفوذ الروسي وأخرى غربية مرتبطة بالاتحاد الأوروبي والغرب عموما.

وتبرز صور الأقمار الاصطناعية كيف توافدت مختلف المدرعات والدبابات وشاحنات خاصة بالدعم اللوجيستي مثل نقل الجنود والذخيرة والمواد الغذائية والطبية لتصل الى قافلة مكونة من ستين كلم من الشمال نحو العاصمة كييف، حيث أصبحت على بعد أقل 20 كلم من العاصمة وبالقرب من مطار أنطونوف.

ومن باب المقارنة، قد  تعد هذه أكبر قافلة عسكرية في التاريخ العسكري لاسيما وأنه وفق صور الأقمار الاصطناعية لا توجد مسافة كبيرة بين الآليات المختلفة، أي فقط بضعة أمتار. وهذه القافلة تعني استعراضا واضحا للقوة الروسية أي أنها محصنة ضد الهجمات. ويعتقد أنه بها 50 ألف جندي. وكانت القيادة العسكرية الأوكرانية قد أكدت الاثنين من الأسبوع الجاري أنه الهدف قد يكون محاصرة عدد من المدن.

وعمليا، لو كانت أوكرانيا تتوفر على سلاح جوي سواء المقاتلات أو المسيرات لكانت قد أحدثت دمارا حقيقيا بالقافلة العسكرية نظرا لسهولة إصابة الهدف. لكن هذا لم يحدث،  كما أن القافلة لم تتعرض للقصف البري، مما يؤكد نتيجة واضحة وهي نجاح روسيا في تدمير القوة الجوية الأوكرانية بل والبنية العسكرية بشكل كبير لاسيما بين نقطة انطلاق القافلة شمالا والعاصمة كييف.

وغياب هجمات عسكرية ضد القافلة  يؤكد انسحاب القوات الأوكرانية الى التحصن للدفاع عن بعض المدن والتخلي عن شن هجمات عسكرية ضد الروس، كما يؤكد عدم تشكيل القوات الأوكرانية فرق صغيرة خاصة بحرب العصابات.

وفي الوقت ذاته، ونظرا للأضرار التي ألحقها الروس بالبنية العسكرية الأوكرانية، تعتبر هذه القافلة كبيرة جدا للسيطرة على العاصمة كييف التي بدأت تفقد سكانها. غير أن طول القافلة يعد مؤشرا على معطيات حول مخطط استراتيجي لموسكو وهو تقسيم أوكرانيا الى قسم شرقي تابع لنفوذها وقسم غربي مرتبط بالغرب.

ومن المحتمل قيام هذه القافلة بتقسيم البلاد الى قسمين، القسم الشرقي الذي يقطنه الأوكرانيون الذين يتحدثون اللغة الروسية ولهم ثقافة روسية وينتمون الى أحزاب تطالب بتعزيز العلاقات مع موسكو، وقسم غربي يتحدث في غالبيته اللغة الأوكرانية وله ارتباط تاريخي ببولونيا وفي فترات معينة الى النمسا  وهنغاريا ويميل دائما الى الغرب. ومن المحتمل أن يشمل القسم الشرقي جميع الشواطئ المطلة على البحر الأسود، مما يعني حرمان الطرف الغربي من السواحل البحرية.

وشنت روسيا هجوما على أوكرانيا الخميس الماضي، ونجحت في وقت لا يتعدى 48 ساعة الوصول الى مشارف العاصمة كييف. وتطالب موسكو من كييف التخلي عن صنع السلاح النووي وعدم الانضمام الى منظمة شمال الحلف الأطلسي.

Sign In

Reset Your Password