كيف سيرد الحلف الأطلسي إذا امتدت الحرب لدولة أخرى؟

صورة من الحرب/رويترز

دور تساؤل عريض وسط الحلف الأطلسي ولاسيما في الدول الأوروبية: ماذا لو هاجمت روسيا دولة أخرى من أوروبا الشرقية؟. ووسط البحث عن هذا التساؤل، يشير خبراء ومنهم أمريكيون إلى عدم زج روسيا بأهم قواتها العسكرية تحسبا لتطورات في الجهة الغربية من أوكرانيا.

وتطرح صحافة عدد من الدول مثل إسبانيا وفرنسا وألمانيا فرضية مستبعدة جدا وهي: هل ستكون مستهدفة من روسيا، وإن كان التركيز أساسا ينصب على التخوف من انفلات الوضع وضرب القوات الروسية لبلدين وهما رومانيا وبولونيا بسبب احتضانهما نظام الدرع الصاروخي، الذي تطالب موسكو بضرورة سحبه من البلدين. وهذا التخوف هو الذي دفع الحلف الأطلسي إلى تعزيز أمن البلدين. وتشير الصحافة البولونية الى أن الخطر الروسي قائم ولا يمكن الثقة في نوايا الرئيس فلاديمير بوتين ومساعديه. وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن قد نبه نظيره الروسي بأن “الحلف سيدافع عن كل سنتمتر مربع من أراضي أعضائه”.

وإذا امتدت الحرب بهجوم روسي إلى دولة أوروبية شرقية مثل رومانيا أو بولونيا خاصة هذه الأخيرة، بعدما تبين أنها قد تكون ممرا للأسلحة إلى الجيش الأوكراني، يبقى الراجح أن الحلف الأطلسي سينتهج الدفاع عن هذه الدول دون شن أي هجوم على الأراضي الروسية، تفاديا لخروج الوضع العسكري عن السيطرة وحتى لا تتحول إلى حرب كونية. وهذا يتماشى مع تصريحات بايدن بالدفاع فقط. في الوقت ذاته، تشترط الدول الأوروبية على أوكرانيا أن تكون الأسلحة التي ستزود بها مرتبطة بمواجهة الروس فوق الأراضي الأوكرانية وليس للهجوم على الأراضي الروسية.

ومن جهة أخرى، يستمر الجدل حول التقدم العسكري الروسي في أوكرانيا، بين طرف يتحدث عن بطء شديد ورأي يتحدث عن إيقاع سريع للغاية. في هذا الصدد، يقف البنتاغون وراء الأخبار التي تفيد بفرضية سقوط كييف في ظرف أقل من أربعة أيام، وبالتالي يعتمد بعض الخبراء العسكريين على هذا الرأي للحديث عن الإيقاع البطيء. في المقابل، يرى فريق آخر نجاح التقدم الروسي خاصة وأن روسيا لم تحدد أي توقيت زمني لسقوط كييف بل حددت كهدف تدمير البنية العسكرية الأوكرانية. وعلاقة بهذه النقطة، يبرز الموقع الأمريكي المتخصص في الشؤون العسكرية “ميليتاري ووتش” أن الولايات المتحدة قامت سنة 2003 بقصف القوات العراقية جوا لأسابيع متتالية لإنهاكها تمهيدا للاجتياح البري، في حين لم يحصل هذا في أوكرانيا حيث تقدمت القوات الروسية في وقت قياسي لتصل إلى ضواحي العاصمة كييف في ظرف أقل من 48 ساعة وسيطرة على أجواء البلد. هذا الموقع العسكري الشهير يؤكد على انتهاج القوات الروسية الانتقائية في تدمير البنية العسكرية وتفادي تدمير البنية المدنية خاصة في شرق البلاد لتفادي تأليب الموالين لروسيا ضدها.

ومن ضمن المعطيات هو حرص روسيا على عدم اللجوء إلى قوات النخبة ولبعض الأسلحة الفتاكة مثل صواريخ إسكندر والراجمات توس 1 والدبابات تي 90 م أو الدبابات المدرعة BMPT-90، إذ يسود الاعتقاد أنه يجري تخصيصها للمنطقة الغربية لأوكرانيا المحاذية لبولونيا إذا طالت الحرب أو للحسم النهائي للحرب.

Sign In

Reset Your Password