يرتفع الضغط على أنظمة الخليج الملكية وخاصة العربية السعودية لدورها في تمويل الحركات المتطرفة في سوريا، وبدأت تتلقى الاتهامات من شخصيات عربية ومن موسكو، بل وكتبت جريدة برافدا بتنبيه شديد اللهجة من الكرملين للرياض بالكف عن مساعدة الإرهابيين.
وكانت أولى الاتهامات المباشرة قد صدرت عن الأمير الأ{دني حسن بن طلال عم ملك الأردن وولي العهد السابق، إذ قال في تصريحات لفرانس 24 الفرنسية بعد تفجيرات 13 نوفمبر بدور رئيسي للأنظمة الخليجية في تمويل جماعات متشددة في سوريا.
وبدوره، ألمح الرئيس الروسي فلادمير بوتين بإشارات الى دور دول خليجية وتركيا في تمويل المتطرفين في سوريا، واعتبر ذلك بمثابة تهديد لمصالح روسيا الحيوية.
وقامت جريدة برافدا الأكثر انتشارا في روسيا والمقربة من مصادر القرار في الكرملين بنقل معلومات هامة حول دول الخليج ومنها السعودية وقطر.
ونقلت “برافدا” عن رئيس معهد الشرق الأوسط ” يفغيني ساتانوفسكي”، كلاما تحريضيا مباشرا ضد قطر والسعودية، قال فيه إن هاتين الدولتين يجب أن تخافا من موسكو كما يخاف المرء من الطاعون، مستدركا: “الأمر يعود إلى القيادة الروسية لاتخاذ قرار بشأن كيفية تخويف هؤلاء الناس، وليس بالضرورة عبر قصفهم، فهناك طرق أخرى مختلفة”.
وحذر “ساتانوفسكي” من إن روسيا إذا ما اختارت طريق الحرب، ومضت مزودة بترسانة كبيرة من الصواريخ البالسيتية والسلاح، فأي شيء آخر يصبح بلا جدوى، مستحضرا ذكرى اجتياح السوفييت لبرلين (عاصمة ألمانيا) واستيلائهم عليها عام 1945 دون التشاور أو التنسيق مع أحد.
وأبدت أبدت “برافدا” المقربة من بوتين ومن الاستخبارات الروسية، استغرابها الشديد من بقاء السعودية “بلا عقاب”، رغم أنها واحدة من منظمي هجمات 11 سبتمبر، وفق زعم الصحيفة، التي تابعت: “لم يعد يمكن لروسيا بعد الآن تجاهل الحقيقة التي تقول أن الصراع في سوريا والعراق يؤثر على مصالح موسكو الحيوية، ولا يمكن لروسيا السماح للإرهابيين بقتل المواطنين الروس، وخلال توسيع عملياتها الخاصة داخل وخارج سوريا، يجب أن تؤكد روسيا على بناء تحالف مفتوح”.
وكتبت أنه بعد تعرض الطائرة الروسية لعمل إرهابي يوم 31 أكتوبر الماضي ومقتل 224 راكبا أغلبهم روس، تدرك موسكو أنه في ” قطر والمملكة العربية السعودية، يوجد هؤلاء الذين ينظمون ويرعون الهجمات الإرهابية، إنهم أناس معروفون هناك بإدارتهم الأنشطة الإرهابية في سورية والعراق”.
ورأت الصحيفة في ختام مقالها أنه حان الوقت لرفع قضية في الأمم المتحدة من أجل “إنشاء محكمة دولية تقاضي حكومات تركيا وقطر والمملكة العربية السعودية لتورطها في الإرهاب”.
وكان وزير الخارجية الأمريكي جون كيري قد اتهم دول الخليج بدعم التنظيمات المتطرفة في سوريا ومنها داعش، واحتجت هذه الدول. لكن الآن وأمام وصول الإرهاب الى الغرب بدأت السعودية تلتزم الحذر خاصة في ظل توافق أمريكي-روسي حول مستقبل سوريا.
وتتعرض العربية السعودية لحملة انتقاد قوية في وسائل الاعلام العالمية التي تتهمها بالتورط في دعم الجماعات المتشددة ومنها داعش.