اتهم الامين العام لحزب الله اللبناني حليف دمشق حسن نصرالله الاثنين، المملكة العربية السعودية الداعمة للمعارضة السورية، بعرقلة مساعي التوصل الى حل سياسي للازمة السورية، قائلا ان المملكة “غاضبة جدا” لان الامور في سوريا لم تجر وفق مصالحها.
وقال نصرالله في كلمة القاها خلال احتفال للحزب في الضاحية الجنوبية لبيروت “العالم كله وصل الى خلاصة هي ان لا حل عسكريا في سوريا. الحل المقبول والمتاح هو الحل السياسي”.
واضاف في كلمته ان الحوار والحل “يستندان الى دعم دولي واقليمي وداخلي”، وان مصلحة الدول الاقليمية “ان تدفع في اتجاه الحل السياسي” للازمة.
ورأى ان “هناك دولة اقليمية ما زالت غاضبة جدا (…) والحرف الاول من اسم هذه الدولة هو المملكة العربية السعودية”، مشيرا الى ان هذا الغضب مصدره ان “الامور لم تجر لمصلحتها”.
اضاف “لا يمكن ان تبقى المنطقة مشتعلة لان ثمة دولة غاضبة (…) هي الآن تسعى الى تعطيل اي حوار سياسي وتأجيل جنيف 2″، وهو المؤتمر الذي تبذل جهود دولية لعقده الشهر المقبل، سعيا للتوصل الى حل للازمة المستمرة منذ 31 شهرا، بمشاركة ممثلين للنظام والمعارضة.
وتشهد العلاقات بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية تباينات في الفترة الاخيرة إزاء الملف السوري، لا سيما بعد احجام واشنطن عن توجيه ضربة عسكرية ضد نظام الرئيس بشار الاسد، وتقاربها مؤخرا مع حليفته طهران.
ورأى نصرالله ان المجموعات المقاتلة في سوريا التي اعلنت رفضها المشاركة في جنيف 2، وآخرها 19 مجموعة بارزة السبت، “تشرب من نبع أولئك الذين يريدون تعطيل الحل السياسي في سوريا”.
وكان الخبير في شؤون الجماعات الاسلامية في سوريا توما بييريه قال لوكالة فرانس برس الاثنين ان من بين هذه المجموعات التي اعتبرت المشاركة في المؤتمر “خيانة”، ثمة “العديد من الكتائب المؤيدة للسعودية”.
واعتبر نصرالله ان “الجبهة الدولية والاقليمية والداخلية التي تضافرت للسيطرة على سوريا فشلت”، مشيرا الى ان خصوم النظام استقدموا “عشرات آلاف المقاتلين من كل انحاء العالم” وقاموا “بكل شيء” لاسقاطه، الا ان “الحال لم يمش (لم تجر الامور لصالحهم)”.
ورأى ان السعودية تقارب الملف بـ “عناد بلا أفق”، متوجها الى مسؤوليها بالقول ان “اغتنام فرصة الحوار هي افضل لكم، لان الزمن الآتي ليس لمصلحتكم”.
ويتهم النظام السوري وحلفاؤه دولا اقليمية وغربية بتوفير دعم لوجستي ومالي لمقاتلي المعارضة الذين يعدهم “ارهابيين”.
واقر حزب الله الشيعي منذ اشهر بمشاركته في القتال الى جانب القوات النظامية السورية، في النزاع الذي ادى الى مقتل اكثر من 115 ألف شخص، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.