العراق ينقسم الى سني في الشمال وشيعي في الجنوب ودعاة يؤججون الحرب الطائفية

مسلحو داعش ياسرون جنود عراقيين

اتخذت المواجهات التي تعيشها العراق طابعا دينيا محضا وطائفيا بين السنة والشيعة بعدما بدأ يضفي دعاة من الجانبين الشرعية الدينية على هذه الحرب ويعتبرها حرب جهاد مقدس. ونتج عن هذه المواجهات انقسام البلاد الى شمال سني وجنوب شيعي.

ويعيش هذا البلد حربا مسلحة من خلال تقدم لخليط من المقاتلين بزعامة “الدولة الإسلامية في العراق والشام” ومشاركة القبائل السنية والكثير من الجنود الذين كانوا تحت أوامر الرئيس الراحل صدام حسين وينتمون الى حزب البعث، حيث جرت السيطرة على كبريات المدن مثل الموصل بدون مقاومة تذكر. وسيطر هذا الخليط على مدينة تلعفر اليوم ويتقدم نحو العاصمة بغداد بعدما سيطر على مدينة القائم، وفق ما أوردته قناة الجزيرة التي تتابع الأحداث عن متعاونين لها في عين المكان.

وهذا التقدم العسكري يضع الولايات المتحدة وقوى إقليمية مثل تركيا في موقف صعب للغاية، إذ تفكر واشنطن في هجمات جوية لمنع سقوط العاصمة بغداد، وتفكر تركيا بدورها في سيناريو مماثل.

وأصبحت الحرب طائفية تهدد منطقة الشرق الأوسط، فقد نادى المرجع الشيعي في العراق علي السيستاني الشعيين الى حمل السلاح لمواجهة من يعتبرهم بالتكفيريين، وقد لبى نداء هذا المرجع عشرات الآلاف من الشباب في العراق ويرغب إيرانيون في التطوع للتقال لمواجهة حركة داعش وقوى حزب لابعث.

 وفي الجانب المقابل، دعا رئيس اتحاد المسلمين الشيخ يوسف القرضاوي الى   “إن ما يحدث من انهيار شامل لقوى العسكر والأمن والشرطة في العراق لم يأت من فراغ، ولا يمكن أن يفسر إلا على أنه جاء بسبب ثورة شعبية”. ورغم أنه لم يدعو الى حرب ضد الشيعة، فنداء الاتحاد العالمي للمسلمين هو تزكية غير مباشرة للحركات المسلحة التي تتقدم نحو بغداد بعدما اعتبرها ثورة شعبية.

ويؤكد المحلل السياسي المعروف عبد الباري عطوان في مقال له في جريدة رأي اليوم التي يديرها أن ما يجري هو مواجهة حقيقية بين العربية السعودية وإيران في أراض عربية وهي سوريا والعراق.

ومن نتائج تقدم قوات داعش وقوات أخرى عشائرية تؤيدها هو أن العراق قد انقسم حاليا الى قسمين، شمال في يد الحركات السنية المتطرفة والعاصمة وجنوب البلاد في يد الشعية، وهذا الوضع يؤكد انقسام البلاد طائفيا في انتظار  انتقال العدوى الى دول أخرى في المنطقة.

مقالات ذات صلة

Sign In

Reset Your Password