لا يقتصر وضع أشرطة فيديو أو رابطها على الممارسات الصحفية في اسبانيا والغرب عموما، بل حتى على بعض وزارات الداخلية في أوروبا التي تبادر إلى وضع أشرطة لإرهابيين في إطار إخبار الرأي العام بخطورة هذه المنظمات الإرهابية، وهو ما حدث في مناسبات مع وزارة الداخلية الإسبانية ومنها خلال السنة الماضية.
في هذا الصدد، وضعت وزارة الداخلية الإسبانية شريطا في موقعها في شبكة الإنترنت خلال الندوة الصحفية التي قدمتها وزير الداخلية خورخي فيرنانديث دياث يوم 22 يونيو 2012 ، وتتضمن صورا مرئية لكيفية تفجير مغربي من مدينة سبتة معسكرا للقوات النظامية في سوريا وهو الحادث الذي كان وقع في فاتح يونيو من السنة نفسها.
والشريط يصور شخصا يدعى ” أبو مصعب الشمالي” وهو يدعو الى الجهاد ويتوعد الغرب ويحرض الشباب على الالتحاق بسوريا ثم ينفذ عملية انتحارية.
ووضعت الداخلية الإسبانية الشريط في موقعها في شبكة الإنترنت حيث يجب تحميله لرؤيته، وبررت ذلك بإظاهر خطورة الإرهابيين وأنه يجب أخبار الرأي العام به.
وهذا نموذج من الأمثلة التي تبرز أن وضع اشرطة أو رابط لا يدخل في إطار الإشادة بالإرهاب بل الإعلام والتحذير.
ويأتي هذا المثال ليزيد من صعوبة المغرب في ملف الصحفي علي أنوزلا الذي اعتقل على خلفية نشر رابط من جريدة الباييس وجرى اتهامه باشاعة بالإرهاب، كما سيجعل تقديم دعوى ضد جريدة الباييس لدى القضاء الإسباني مستحيلا، بحكم أن وزارة الداخلية التي تشرف على مكافحة الإرهاب لم تتردد في وضع شريط لمنظمة إرهابية في موقعها.