“اللجنة الوطنية من أجل الحرية لأنوزلا” تراسل الأمين العام للأمم المتحدة في موضوع علي أنوزلا

الأمين العام للأمم المتحدة بان كيمون

وجهت “اللجنة الوطنية من أجل الحرية لأنوزلا” رسالة الى الأمين العام للأمم المتحدة بان كيمون تستعرض فيه ملف مدير النسخة العربية للجريدة الرقمية لكم علي أنوزلا الذي جرى اعتقاله بموجب قانون الإرهاب. وتدخل الرسالة في إطار تدويل هذا الملف على المستوى الدولي خاصة وأن ما أقدم عليه أنوزلا يدخل في إطار الممارسة الإعلامية المتعارف عليها.

وفيما يلي نص الرسالة التي حصلت ألف بوست على نسخة منها:

إلى سعادة الأمين العام للأمم المتحدة
السيد بان كي مون

الموضوع : حرية الصحافة بالمغرب، لننضم جميعنا لقافلة المحتجين

قضية: اتهام واعتقال الصحافي علي أنوزلا مدير موقع “لكم Lakome ”

سعادة الأمين العام،

تحية التقدير والاحترام،

يؤسفنا إبلاغكم بوضعية الصحافي المغربي السيد علي أنــوزلا، صاحب موقع الجريدة الإلكتروني المسماة “لكـــــم” Lakome.com الذي يوجد رهن الاعتقال منذ 24 شتنبر 2013 بسجن مدينة سلا بقرار من قاضي التحقيق لدى محكمة الاستئناف بالرباط، بعد ما وضعته الفرقة الوطنية للشرطة القضائية بالحراسة النظرية منذ يوم 17 من نفس الشهر.

ولعِلم سيادتكم، فإن قرار اعتقال ومُتابعة الصحافي علي أنوزلا، أسْند تبرره على نشر موقع ” لكــم ” لرابط إلكتروني وضع على صحيفة ” البايس ” الإسبانية ويتعلق ” بشريط فيديو ” وضعته منظمة ” القاعدة بالمغرب الإسلامي – أكمــي AQMI” تدعو فيه للجهاد ضد النظام المغربي…. وكانت تلكم هي النقطة التي أسالت قَـلم سلطة الاتهام الذي اتهمه بارتكاب جرائم:

1. الإشادة بأفعال إرهابية.

2. تقديم المساعدة عمدا لمن يرتكب أفعالا إرهابية.

3. تقديم أدوات لتنفيذ جريمة إرهابية.

هذه هي ” الجريمة الافتراضية LE CRIME VIRTUEL” التي اقترفها علي أنوزلا في نظر السلطة، والتي نعتقد وتعتقدون معنا أيضا، أن عشرات الآلاف من رجال ونساء الصحافة والإعلام عبر العالم يشاركونه فيها، والذين لابد من اعتقالهم كذلك وقمعهم بقوة في نظر المحرضين على منع الصحافة ومتابعة الصحافيين، لما يقومون بواجبهم اليومي في نقل المعلومة للرأي العام، ويقدمون له مختلف الخدمات عبر الصحافة المرئية والمسموعة الورقية و الإلكتوونية الرقمية ، وخصوصا في موضوع الأحداث المرتبطة بعمليات الإرهاب، ومنظماته، وقادته ونشطائه، ولا يجدون في عرض الشرائط والصور لمختلف أنواع أسلحتهم، وأساليب تدريباتهم ومناطق تجمعاتهم وخطب رؤسائهم وتوعداتهم للدول وحكوماتها ورؤسائها، وتهديداتهم لشعوب اختارت الحرية والديمقراطية والمساواة بين الجنسين ثقافة ومنهجية وأسلوب حكم.

كما نخبركم أن أكثر من خمسين منظمة عبر العالم عبرت عن تضامنها مع السيد علي أنوزلا واستنكرت اعتقاله وطالبت بإطلاق سراحه الفوري دون قيد أو شرط، من بينها مؤسسات عريقة مثل أمنستي ومراسلون بلا حدود و هيومان رايتس ووتش وفريدوم هاوس وغيرها.

السيد الأمين العام،

نعرف كما يعرف العالم، أنكم تجندتم منذ توليكم المسؤولية على رأس منظمة الأمم المتحدة، من أجل الدفاع عن قيم حقوق الإنسان الكونية دون انتقائية، ودعوتم لاحترام حرية الرأي والتعبير، وضمان سلامة الصحافيين والصحافيات وحمايتهم من كل تهديد ومضايقة ومتابعة ومحاكمة بمناسبة قيامهم بأداء رسالتهم الإعلامية.

وكنتم، لما تحل ذكرى ثالث ماي من كل سنة، اليوم العالمي لحرية الصحافة، تكلمون العالم بلغتكم الصريحة، وتشددون باسم شعوب العالم، على ضرورة التقيد واحترام القيم التي أتى بها الفصل 19 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، وتنبهون السلطات والحكومات بأن حرية التعبير تعد الحجر الأساس لبناء الديمقراطية والتنمية المستدامة والسلم الدائم في العالم، وتنددون بقتل ومحاكمة وقمع المئات من نساء ورجال الصحافة عبر العالم أو ممن أهين في ساحة الممارسة الصحفية، أو ممن دُمرت مواقعهم الإلكترونية أو نُهبت معطياتهم بالفيروسات الموجَّهة، والذين لم يستفيدوا من الحماية الضرورية من سلطات بلدانهم، وظل المستبدون بعيدين عن كل مسائلة، متمتعين بالإفلات من العقاب.

السيد الأمين العام،

نحن بالمغرب تعودنا بكل أسف من قِـبل السلطة، خلال فترات متلاحقة، على مشاهد قهر الصحافيين وتخويفهم وتهديدهم ومضايقتهم بكل الأساليب السياسية والاقتصادية وحتى الأمنية والقانونية والقضائية، وها هو الصحافي علي أنوزلا المسؤول عن موقع ” لكـــــم ” ومن جديد، يؤدي ثمن قيامه بواجب الإخبار ونشر المعلومة، ويؤدي ثمن استقلاله المهني كصحافي، ويُـقمع بسبب نشر خبر على الرأي العام على صحيفته الرقمية، ويُعتقل ويُتابع بارتكاب جريمة إرهابية والإشادة بالإرهاب، التي تبلغ عقوبتها عشرون سنة سجنا.

إنه من واجبنا أن نلفت نظركم لقضية السيد أنوزلا، وللمحنة التي يجتازها، وللمخاطر التي ينتظرها وللتهمة التي يجرها وللعقوبة التي ينتظرها، ومن مسؤوليتكم أنتم أن تنبهوا السلطات المغربية لتضع حدا فاصلا لاعتداءاتها على الصحافي علي أنوزلا، وأن تشعروها بضرورة إطلاق سراحه ووضع حد لمتابعته، وأن تلزموها بالاعتذار له والاعتذار لقرائه وللرأي العام ولكل الصحافيين بالمغرب وعبر العالم، وأن تطالبوا نفس السلطات بالتقيد بالشرعية الدولية ذات الصلة بحرية التعبير وحماية الصحافيين ورفع أشكال المضايقات عنهم، والانضباط لتوصيات منظمة اليونسكو ذات الصلة بحرية التعبير والرأي، وخلق أجواء ديمقراطية تساعد على تنمية حرية الرأي والتعبير وحق المواطن في المعلومة وحق الصحافي في الوصول إلى مصدرها وحماية الصحافة الإلكترونية والمواقع الاجتماعية.

السيد الأمين العام،

إننا نتمنى لمساعيكم لدى السلطات المغربية، كل التوفيق دفاعا عن حق وحرية الصحافي علي أنوزلا سجين الرأي وضحية قمع سياسي خبيث، وهو المعروف بمقالاته الجريئة وتحقيقاته التي تفضح الفساد المؤسساتي سواء منه الاقتصادي أوالسياسي، ودفاعه عن قيم الديمقراطية والشفافية والكرامة، واختراقه الخطوط الحمراء التي تسعى السلطة أن تسجننا جميعا وراءها، ونتمنى أن تفهم السلطات المغربية السياسية والأمنية والقضائية رسالتكم بأن سجن علي أنوزلا ممارسة استبدادية، تنتهك كل قيم الحرية المنصوص عليها في المواثيق الدولية وأدبيات منظمة اليونسكو، وأن تفهم أن عليها أن تحترم استقلال وحرية الصحافة وأن تسترجع الوعي بضرورة عدم الخلط بين حرية الصحافة والحق في التعبير وبين محاربة الإرهاب، وأن تسير في ركب حضارة الألفية الثالثة التي تضع الإعلام والصحافة مكانة المؤشرات الحقيقية للديمقراطية والاستقرار والتنمية.

إننا معكم، السيد الأمين العام، نؤمن أنه لما يستطيع الصحافي أن يتكلم فإننا كلنا نتكلم، ولما يكتب الصحافي فكأننا كلنا نستطيع أن نكتب، وعندما يُكَسر قَلم الصحافي و يَتَوارى صَوته، فإنه من حقنا أن نخاف ومن واجبنا أن نثور، لأن حرية الصحافة والحق في التعبير جزء لا يتجزأ من حقوق الإنسان، وحماية الصحافيين من الموت والقهر والسجن عَهْد دَائم قَــلدته بأعْناقنا أسْماء كرمتها وخَلدتها الإنسانية كلها من أمثال: كانو إيسَازا، مونيكا كونزاليس ، آنا بوليتوفسكايا ، شينغ أيي زونج ، وري يوت أليمو، وغيرهم.

إننا نتمنى أن تولوا عناية خاصة لموضوع ملف الصحافي السيد على أنوزلا، وأن تنضموا لفريق المناصرين لقضيته، فالحرية أرقى معركة تستحق تحركنا جميعا، لن نسمح بمنع أحد من ممارستها، وكما قال الزعيم نلسون مانديلا:

Un homme qui prive un autre homme de sa liberté est prisonnier de la haine, des préjugés et de l’étroitesse d’esprit ..

وفي انتظار ذلك، نرجو أن تتقبلوا السيد الأمين العام، عبارات مشاعرنا الصادقة.

فاطمة الإفريقي
منسقة اللجنة
ifriquitv@hotmail.fr

عبد اللطيف حسني
نائب المنسقة
abdellatifhousni20@yahoo.fr

 

مقالات ذات صلة

Sign In

Reset Your Password