يعيش حزب العدالة والتنمية صدمة حقيقية وخاصة الأمين العام عبد الإله بنكيران الذي يشغل منصب رئيس الحكومة نتيجة الانتقادات التي وجهها الملك محمد السادس للمرة الثانية للحكومة. وبدأت بعض الأصوات وسط الحزب تنادي بطرح انتخابات سابقة لأوانها بعدما استشعرت أن المعركة ستسمر مع المحيط الملكي وقد تتطور الى مواجهة مع المؤسسة الملكية.
وعلمت ألف بوست أن رئيس الحكومة بنكيران لم يخرج بعد من الصدمة التي خلفها الخطاب الملكي. وتفيد بعض المصادر المقربة منه أن بنكيران اعتبر أن الانتقادات المبطنة التي جاءت في خطاب العرش كانت مجرد ملاحظات للملك، لكنه الآن، ورفقة باقي المسؤولين الكبار في الحزب، يعتبرون أن الانتقادات الواردة في خطاب الشعب والملك هي استراتيجية للمحيط الملكي ولا يترددون في الإشارة الى المستشار فؤاد علي الهمة.
وعكس المناسبات الأخرى التي كان فيها بنكيران يحاول كبح جماح بعض أعضاءه الذين ينتقدون المحيط الملكي، فهذه المرة لم تصدر عنه إشارات للتعليق على تصريحات من قبل ما صدر عن البرلماني عبد العزيز أفتاتي الذي اعتبر أن ما يصدر عن الملك ليس بالقرآن المقدس بعد خطاب عيد الشعب والملك.
وتيقن حزب العدالة والتنمية أنه رغم التضحيات التي ينوي القيام بها من قبل إصلاح المقاصة وتحمل التبعات السياسية والاجتماعية أمام الرأي العام المغربي، إلا أن المحيط الملكي لا يراجع مواقفه ويستمر في رؤيته للعدالة والتنمية ما قبل الانتخابات والربيع العربي. وشدد أعضاء الحزب مؤخرا على الانتقادات للمحيط الملكي.
ووسط هذه التطورات التي تعتبر الانتقادات الواردة في الخطاب الملكي مؤشرا مقلقا بشأن الحكومة، يوجد حزب العدالة والتنمية أمام السيناريوهات التالية:
-الاستمرار في الحكومة ومحاولة تطبيق الدستور ولو كلف ذلك المواجهة مع المؤسسة الملكية وخاصة بعض المستشارين وعلى رأسهم فؤاد علي الهمة، حيث بدأ نسبيا في تطبيق هذه الاستراتيجية.
-الاعلان عن فشل التعديل الحكومي والذهاب نحو انتخابات سابقة لأوانها لتفادي تحويل العدالة والتنمية الى ما يشبه جماعة الإخوان المسلمين، لا سيما وأن جزء كبير من الرأي العام المغربي يعتبر بنكيران مسؤولا عن الوضع الحالي بسبب تردده في تطبليق الدستور والتستر على الفساد.
في غضون ذلك، يعتبر حزب العدالة والتنمية ورغم تصريحاته التصالحية مع حزب الأحرار أن زعيم الحزب صلاح الدين مزوار يتماطل في التعديل الحكومي في محاولة منه وضع بنكيران في موقف حرج أمام الرأي العام.