واشنطن تطلب من الصين إغلاق قنصليتها في هيوستن وبكين تصف الخطوة بالتصعيد “غير المسبوق”

صورة للرئيس الصيني والأمريكي

طلبت الولايات المتحدة من الصين إغلاق قنصليتها في هيوستن، حسبما قالت الدولتان، فيما يضيف المزيد من التوتر للعلاقات المتدهورة بينهما. وقال مصدر إن بكين تدرس في المقابل إغلاق القنصلية الأمريكية في ووهان.

وقالت وزارة الخارجية الصينية إن واشنطن “طلبت فجأة”، أمس الثلاثاء، إغلاق القنصلية في هيوستون، واصفة الإجراء بأنه تصعيد “غير مسبوق”. وأوضح رئيس تحرير منفذ إعلامي رسمي صيني أن المهلة التي تحددت للصين هي ثلاثة أيام لإغلاق القنصلية.

ونددت بكين بالخطوة الأمريكية متوعدة بالرد لكنها لم توضح الإجراءات التي قد تتخذها.

وأكدت وزارة الخارجية الأمريكية القرار وقالت إن الخطوة تهدف “لحماية الملكية الفكرية الأمريكية والمعلومات الخاصة للأمريكيين”.

وفي تصريحات خلال زيارة للدنمارك، لم يذكر وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو تفاصيل محددة، لكنه كرر مرة أخرى الاتهامات للصين بسرقة حقوق الملكية الفكرية الأمريكية والأوروبية، وهو ما قال إنه تسبب في فقدان “مئات الآلاف من الوظائف”.

وقال في مؤتمر صحافي “الرئيس ترامب قال ما فيه الكفاية.. لن نسمح لهذا بالاستمرار”.

وأضاف “نضع توقعات واضحة لسلوك الحزب الشيوعي الصيني. وعندما لا يفعلون، فإننا نتخذ إجراءات لحماية الشعب الأمريكي، وحماية أمننا القومي، وكذلك لحماية اقتصادنا ووظائفنا”.

ومضى قائلا “هذه هي الإجراءات التي ترونها من الرئيس ترامب، وسنمضي في ذلك”.

وتدهورت العلاقات بين واشنطن وبكين بشكل حاد هذا العام على وقع مجموعة من الخلافات حول فيروس كورونا وعملاق تكنولوجيا الاتصالات هواوي ومطالب الصين بالسيادة في بحر الصين الجنوبي وفرض بكين قانونا أمنيا جديدا على هونغ كونغ.

يأتي هذا في وقت يتنافس فيه الرئيس دونالد ترامب وخصمه الديمقراطي جو بايدن فيما يبدو على من منهما يسبق الآخر في إظهار التشدد إزاء الصين في الفترة التي تسبق الانتخابات الرئاسية الأمريكية في نوفمبر/ تشرين الثاني.

وفي ساعة متأخرة من مساء الثلاثاء في هيوستن، أفادت وسائل إعلام محلية بأن وثائق أحرقت في فناء القنصلية. وقال وانغ ون بين المتحدث باسم الخارجية الصينية إن العمل مستمر بشكل طبيعي بالقنصلية لكنه لم يعلق على هذه التقارير.

وقالت مورغان أورتيغوس المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية، اليوم الأربعاء، “لن تسمح الولايات المتحدة بانتهاك جمهورية الصين الشعبية لسيادتنا وترهيبها لشعبنا، مثلما لا نتسامح مع ممارساتها التجارية الجائرة، وسرقة الوظائف الأمريكية، وغيرها من التصرفات الشنيعة”.

مسرح الانتقام

ولم يتضح على الفور لماذا اختصت الولايات المتحدة قنصلية الصين في هيوستن بهذا الإجراء.

وقال وانغ في مؤتمر صحافي اعتيادي “إن إغلاق القنصلية العامة الصينية في خطوة من جانب واحد في هيوستن في غضون فترة زمنية قصيرة هو تصعيد غير مسبوق في إجراءاتها الأخيرة ضد الصين”.

وأضاف “نحث الولايات المتحدة على إلغاء هذا القرار الخاطئ فورا. وإذا أصرت على المضي في هذا المسار غير السليم، فسترد الصين بإجراءات صارمة مضادة”.

وقال وانغ إن الحكومة الأمريكية تضايق الدبلوماسيين الصينيين والموظفين في القنصلية منذ فترة من الوقت، علاوة على “ترهيب الطلاب الصينيين واستجوابهم ومصادرة أجهزتهم الإلكترونية الشخصية، بل واحتجازهم”.

ومضى قائلا إن الولايات المتحدة تدخلت في شؤون بعثات دبلوماسية صينية بما في ذلك اعتراض حقائب دبلوماسية ومصادرة مواد صينية “لأغراض الاستخدام الرسمي”. ولم يحدد ما إذا كان لهذه الإجراءات صلة بالقنصلية في هيوستن.

ولم ترد وزارة الخارجية الأمريكية فورا على طلب للتعليق على الاتهامات الصينية.

وقال مصدر مطلع على الأمر بشكل مباشر إن الصين تدرس إصدار أمر بإغلاق القنصلية الأمريكية في ووهان بوسط الصين، والتي سحبت وزارة الخارجية الأمريكية منها الموظفين وأسرهم في وقت سابق من العام وسط جائحة فيروس كورونا.

ولم ترد وزارة الخارجية الصينية على الفور على طلب للتعليق على ما إذا كانت ستغلق القنصلية.

وقالت السفارة الأمريكية، الشهر الماضي، إن الولايات المتحدة ستستأنف العمل قريبا في قنصلية ووهان.

Sign In

Reset Your Password