في أعقاب وفاة مواطنة مغربية من العالقين في مدينة مليلية المحتلة ، قرر المغرب وفي قرار مفاجئ السماح للمغاربة في هذه المدينة بالعودة الى وطنهم اليوم الجمعة، بينما أصدر العالقون بيانا شديد اللهجة ضد السلطات المغربية يتهمونها بالإهمال.
وأوردت جريدة “مليلية هوي” خبر وفاة المواطنة المغربية البالغة من العمر 34 سنة، وذلك ليلة أمس بعد العثور عليها في مرحاض مجمع “ساحة مبارزة الثيران” الذي خصصته حكومة الحكم الذاتي في مليلية لإيواء المغاربة العالقين الذين منع المغرب عودتهم الى الوطن بعد إغلاق الحدود منتصر شهر مارس/آذار الماضي.
ويوجد أكثر من 27 ألف من العالقين المغاربة في الخارج بعدما قرر المغرب إغلاق الحدود، ويتوزعون على عدد من الدول الأوروبية وهم الغالبية وتركيا وبعض الدول مثل الجزائر وتونس علاوة على قرابة 900 في مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين. واتخذ المغرب قرار منع عودة مواطنيه دون باقي دول العالم، فقد شكل الاستثناء العالمي. وصرح رئيس الحكومة سعد الدين العثماني أن دخول المغاربة العالقين سيكون بعد قرار فتح الحدود. ولم يفتح المغرب الحدود بعد، ولكن وفاة المواطنة هو الذي يؤكد الإسراع بالسماح للعالقين.
وتسبب خبر وفاة المرأة مغربية ليلة أمس في حالة من الاحتجاج والتنديد وسط العالقين المغاربة في العالم وخاصة في مدينة مليلية، حيث هدد البعض بإضراب عن الطعام وأشكال أخرى من الاحتجاج العنيف.
وبعد وفاة المواطنة المغربية ، وتجنبا لاحتجاجات، قرر المغرب فتح الحدود مع مليلية والسماح للمغاربة بالعودة. ويتعلق الأمر بقطع أمتار قليلة، أي المعبر البري في بلدة بين أنصار المحاذي لمليلية المحتلة. ونشرت مندوبية الحكومة في مليلية بيانا يؤكد ما يلي” مساء اليوم، أبلغت الحكومة المغربية قرارها ترحيل المغاربة العالقين في مليلية بعد إغلاق الحدود نتيجة كورونا فيروس“. ويضيف البيان “ولقد أرسلت الحكومة المغربية لائحة باسم 200 من المغاربة الذين سيتم السماح لهم بالدخول ابتداء من مساء اليوم عبر معبر بني أنصار“. وأفادت وكالة إيفي بإمكانية ترحيل 300 آخرين، بينما لم يتم الكشف عن مصير العالقين في سبتة. والتزمت الدولة المغربية الصمت ولم تصدر بيانا في هذا الشأن.
وأصدر المغاربة العالقون في الخارج بيانا شديدة اللهجة، يتهمون الدولة المغربية بالتهاون في التعامل مع ملفهم، وهددوا بالعودة الى الاحتجاج يوم الأربعاء المقبل أمام السفارات والقنصليات المغربية في الخارج, وجاء في البيان “” الوفاة المأساوية وفي ظروف حاطة من الكرامة الإنسانية لإحدى المواطنات المغربيات العالقات بمليلية المحتلة والتي تترجم بحق مدى استخفاف الحكومة بحياة المغاربة العالقين وتركها إياهم يعيشون ظروفا فاقت قسوتها طاقة البشر في عدد من مناطق العالم”.
ويخلف هذا الملف استياء لدى الرأي العام المغربي نتيجة عجز الدولة المغربية على تدبيره رغم الإمكانيات اللوجيستية التي تتوفر عليها البلاد.